عرف الدخول المدرسي الجديد عدة عراقيل ومعوقات مردها عدة أسباب ، على رأسها إرجاء موعد الدخول المدرسي إلى ما بعد عيد الأضحى ، الشيء الذي جعل الأساتذة في المحك من أجل تفعيل المقرر الوزاري ، المتعلق بالتقويم التشخيصي ، المحصور في المدة الزمنية من 19 إلى 30 شتنبر الجاري .. ناهيك عن الاكتظاظ الملفت للنظر في شتى المؤسسات التعليمية ، خاصة بالعالم الحضري .. إضافة إلى سياسة جعل العديد من الأساتذة في خانة الفائض ، رغم أن مؤسساتهم في أمس الحاجة لبقائهم تحت إمرتها ، قصد الحد من وطأة الاكتظاظ المقيت ، الذي سنته الوزارة الوصية على قطاع التربية والتعليم منذ عدة سنوات ، من أجل عملية الترقيع وسد الفراغ ،على حساب المتعلمات والمتعلمين من أبناء هذا الوطن. ليت شعري ما جدوى هذه القوانين المجحفة المفروضة فرض عين على نساء ورجال التعليم ، وكذا على فلذات أكبادنا تلميذات وتلاميذ مختلف مؤسساتنا التعليمية المغلوب على أمرهم ، بسبب غياب سياسة تعليمية رشيدة .. سياسة تعليمية عقيمة خجولة لا تهتم إلا بالجوانب التقنية والإجرائية الروتينية ، دون الاهتمام بالمجالات التربوية التعليمية التواصلية المحضة ، التي تجعل التلميذ فوق كل اعتبار، تجعل التلميذ هو الحاضر والمستقبل ، هو اللب هو الجوهر، هو الأساس من العملية التربوية التعليمية ، بل هو الأمل والحاضر والمستقبل ، إذ به تتقدم الأمم وتزدهر الحضارات ... والغريب في الأمر هو كون الجهات المعنية بالقطاع أضحت من دون خجل تعتبر، أربعين تلميذة و تلميذا فأكثر في مستوى معين أمرا بديهيا وطبيعيا ... إذ تعتبر المتعلم محظوظا حتى النخاع ، مجرد كونه حظي بحجرة درس تأويه ومدرس يحرسه و يهتم به ... بينما الواقع يقول عكس ذلك بالمطلق !!! وخير دليل النتائج السلبية المذلة والمخجلة التي حصل عليها بلدنا لسنوات خلت .. إذا ما فتئنا نتموضع في المراتب الدنيا عالميا مع دول إفريقية كانت تعتبرنا قبل حلول هذه النكسة ، القدوة والنموذج ... كل ما ينشده الغيورون على الحقل التربوي التعليمي الشاق أن يعمل مسؤولونا قصارى جهودهم ، من أجل إعادة قطار التنمية التربوية إلى سكته القويمة ، ليشق طريقه في وهاجة وألق ورفعة وتقدم ، من أجل غد مشرق بسام ، يجعلنا نشم رائحة الأمل والتقدم والرقي .. وليعلم الجميع أن البلدان الأكثر ازدهارا وتقدما ، توفر لمواطنيها تعليما ناجعا ، هادفا ، فاعلا فعالا .. وترصد له طاقات وكفاءات عالية ، وتتحمل في سبيل تحقيق ذلك كل الأعباء والصعاب والإكراهات أنى كان حالها وشأنها .. إذ تعتبر قطاع التعليم قطاعا حيويا منتجا للعقول والأدمغة مساعدا على الرفعة والرقي ... بينما الساهرون على شأننا التربوي التعليمي يعتبرونه قطاعا استهلاكيا مكلفا غير منتج .. لذا لا يولونه ما يستحقه من تكريم وتقدير........../ عبد الحفيظ الحاجي