افتتح بعض أمناء الأحزاب المخزنية الحملة الانتخابية للبرلمان والتي انطلقت عمليا يوم السبت 24 شتنبر 2016 بنوع من التواضع المصطنع و بالنفاق الاجتماعي البراق. ،لقد ظهروا و هم يتلونون مع اختلاف المواقع و الأماكن ، و من المعلوم أن النفاق الاجتماعي هو سلوك يتنافى و القيم الإنسانية و الصدق و هو في بعده العلاقاتي إنكار للجميل و التزلف و التعبد للحاكم الجديد أو الأقوى . و يعتبر هؤلاء الزعماء بأن النفاق الاجتماعي شطارة و أن الرجولة والثبات على المبدأ تخلفا و رجعية و بلادة .و هكذا ظهروا لنا بمظاهر غريبة تدعو أحيانا إلى الاستغراب و أحيانا أخرى تدعو إلى الشفقة. فمنهم من ركب دراجة نارية تواضعا ، اعتقادا منه بأن المواطنين و المواطنات لا يدركون أهدافه التي ما هي إلا محاولة صبيانية لاستقطاب ناخبين و تضليل الرأي العام ،وهو يريد بهذا السلوك تقليد وزيرة العدل الفرنسية و هي ترحل عن مبنى وزارتها على متن دراجة هوائية أو الرئيس أوباما أو الرئيس بوتن، ناسيا بأن أولئك لم تصنعهم وزارة الداخلية بل صنعهم التاريخ , إن هذا الزعيم الذي يسعى بهذا النفاق الاجتماعي أن يكون رئيسا للحكومة المقبلة لم يستحيي من نفسه و لا من هذا الشعب الذي ينتظر من يقوده دون كذب و لا نفاق . و من هؤلاء الزعماء من دشن حملته بتناول أكلة "البيصارا" مع بعض أعضاء حزبه متوسلا نقل هذه المسرحية/الخدعة عبر الصحف و المواقع الاجتماعية معتقدا بان الجماهير الشعبية ليست على علم بأكلاته الدسمة على مر الأعوام من " كافيار" و من سمك السلمون و من لحوم الحمام و السلوى و من فواكه مستوردة من أمريكا و من فرنسا و من إسرائيل و معتقدا كذلك بأن هذه الجماهير التي ينافقها غير واعية بتواضعه المصطنع و بنهبه و فساده و تسلطه و حاميته و راعيته للفساد و للمفسدين و هو وزير أو برلماني أو رئيس جماعة أو مجلس إقليمي أو مجلس جهوي . و من هؤلاء من خرج إلى الناس و العرق يتصبب من جبينه ، و كأنه يحمل أثقالا، إنما يريد بهذا العرق ،الذي هو غالبا عرق منشطات ، أن يشفق الناخب من حاله و يهبه صوته ، معتقدا بأن ذلك الناخب لا يعلم سر عرقه و الأهداف من هذه الصنيعة السينمائية , و من بين هؤلاء الزعماء من دشن حملته بالبكاء ، و الكل يعلم بأنها دموع التماسيح , و من المعلوم بأن التمساح يدمع كلما هم بابتلاع فريسة كبيرة ، فالتمساح لا يبكي بل لأن فتح الفكين كي يبتلع فريسته يسبب له ضغطا على الغدد التي تتحكم في الدموع فتسيل عيناه دموعا ليس حزنا و لكن افتراسا . إن الزعماء الحقيقيين لا يبكون و لا ينافقون و لا يستعملون منشطات كي يلتقوا بالجماهير . و لنا مثل في ذلك في أمناء احزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي الذين دشنوا حملاتهم دون مساحيق و لا دموع و لا نفاق و لا و عود كاذبة بل قصدوا الجماهير ببرنامج يستجيب في كل أبعاده الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية لانتظارات الشعب المغربي . البدالي صافي الدين