مسيرة جماهيرية للسكان تطالب المسؤولين الحاليين بالرحيل باتت عين الدفالي، الجماعة الصغيرة بإقليم سيدي قاسم، اسما متداولا في الأيام الأخيرة الماضية وسيظل متداولا بفعل الحراك الاجتماعي الذي عرفته هذه الجماعة الأسبوع الماضي للاحتجاج على الفساد المستشري في دواليب التسيير المحلي منذ عقود إلى درجة لم يعد معها ممكنا السكوت عنه. وخرج عشرات المئات من سكان جماعة عين الدفالي يوم الثلاثاء الماضي في مسيرة حاشدة بدعوة من «حركة شباب التغيير بعيد الدفالي» يطالبون بمحاربة الفساد ونهب المال العام والاختلالات في تسيير الجماعة لعدة سنوات. مسيرة لقيت تجاوبا كبيرا من طرف الساكنة المحلية التي لبت الدعوة للمشاركة فيها. مسيرة يوم الثلاثاء الأخير بعين الدفالي ستظل حدثا يتذكره السكان بكثير من الافتخار، بفعل التجاوب الكبير للسكان الذين توافدوا من الدواوير التي تتكون منها الجماعة من الشباب والأطفال والنساء، والرجال للتنديد بانتشار الفساد بكل أشكاله في تسيير الشأن المحلي. وحوالي الساعة الحادية عشر من صبيحة يوم الثلاثاء تجمع المشاركون في المسيرة بالقرب من محطة الطاكسيات، قبل أن تنطلق في اتجاه مقر الجماعة والقيادة، بمشاركة ما لا يقل عن 600 شخص، أغلبهم من الشباب المنضوين أو المتعاطفين مع حركة شباب التغيير، والنساء أيضا. وجابت المسيرة الممرات المؤدية إلى مقر الجماعة رافعة شعارات تطالب بمحاربة من سمتهم بالمفسدين وناهبي المال العام، الذين حققوا مكاسب شخصية وربحا غير مشروع من خلال التجاوزات والاختلالات الكثيرة التي يتحايلون بها على القانون لنهب المال العام، ضدا على المصلحة العامة. ولم يسلم ممثلو السلطة المحلية من احتجاجات السكان، الذين اعتبروهم متواطئين مع ممثلي السكان للالتفاف على المصلحة العامة لفائدة مصالحهم الشخصية، مطالبين بالتدخل الفوري والعاجل من سلطات الوصاية، خصوصا وزارة الداخلية والمجلس الأعلى والمجلس الأعلى للحسابات لوضع حد للفساد المنتشر في الجماعة. وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، خلال استقباله لوفد عن ممثلي شباب التغيير، يوم الجمعة الماضي بالمقر الوطني للحزب بالرباط، أن الحزب سيأخذ على عاتقه دعم الحراك الاحتجاجي بالجماعة للدفاع عن المطالب المعبر عنها من طرف السكان والترافع من أجلها لدى السلطات المعنية، خصوصا وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للحسابات. وطمأن الأمين العام للحزب ممثلي السكان بأن التجاءهم للحزب لدعم حركتهم من أجل محاربة الفساد وتجاوز الاختلالات التي تعاني منها الساكنة المحلية، مسؤولية كبرى سيعمل على النهوض بها بأحسن وجه، بحيث لم يعد ممكنا السكوت عن المطالب التي عبرت عنها الحركة الاحتجاجية الواسعة في الجماعة والتي لا تطلب سوى محاربة الفساد والمفسدين وناهبي المال العام أينما وجدوا. ودعا نبيل بنعبد الله ممثلي الحركة من أجل التعبئة الشاملة والاستمرار في نضالهم من أجل التغيير، والضغط من أجل تحقيق الهدف الأسمى الذي ولدت من أجله الحركة من أجل التغيير. وشدد نبيل بنعبد الله أن حضور حزب التقدم والاشتراكية في المسيرة الاحتجاجية للسكان التي دعت إليها «حركة شباب التغيير» برهان قاطع لدعم الحزب وتضامنه معهم، مذكرا بأن من شأن تلاقي إرادة السكان والحزب لا يمكن أن يكون مصيره إلا النجاح، خصوصا وأن المطالب المعبر عنها تصب كلها في اتجاه المصلحة العامة. ممثلو سكان عين الدفالي عرضوا أمام الأمين العام جملة من المشاكل التي تعرفها الجماعة، والتي تفاقمت بشدة مع الولاية الحالية، ومختلف التجاوزات التي يعرفها تسيير الشأن الجماعي، مطالبين بضرورة تبني الحزب لمطالبهم الداعية إلى التغيير. و ومحاربة كل أشكال ومظاهر الفساد، والعمل على تأطير الحركة الاحتجاجية التي تنشد التغيير والتي أخذت على عاتقها مواصلة الاحتجاجات والنضال حتى تحقيق مطالبها العادلة والمشروعة.