في الوقت الذي يتعرض فيه أكثر من 300 ألف عامل فلسطيني بشكل يومي لكل عمليات الإذلال والاهانة على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي على المعابر خلال توجههم للعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948 والقدس، بدأت جهات برلمانية في إسرائيل بالمطالبة بمنع هؤلاء العمال من ركوب الحافلات العامة ، والمناداة بتخصيص حافلات خاصة بهم. وأكدت مصادر إسرائيلية الأربعاء، بان أحزابا مشاركة في حكومة بنيامين نتنياهو تواصل مساعيها لفصل العمال الفلسطينيين عن الإسرائيليين في وسائل النقل العام داخل إسرائيل. وفي العادة يستقل العمال الفلسطينيون وسائل النقل العام في إسرائيل للوصول إلى أماكن عملهم في مجال البناء والزراعة والصناعة والتنظيف ، الأمر الذي يعني بأنهم يتنقلون برفقة الإسرائيليين بالحافلات العامة، وهو ما بات مرفوضا من قبل بعض الأحزاب الإسرائيلية التي بدأت تطالب بفصل العمال وتخصيص حافلات خاصة بهم لنقلهم إلى مكان عملهم. وفي ذلك الاتجاه عقد عضو الكنيست موتي يوغاب من حزب «البيت اليهودي» اجتماعا في كانون الأول الماضي للجنة الفرعية لشؤون الضفة الغربية المنبثقة عن لجنة الخارجية والأمن الإسرائيلية لإجراء مداولات حول المواصلات العامة في الأراضي المحتلة، وذلك في أعقاب توجيهات منسق شؤون الأراضي المحتلة في الحكومة الإسرائيلية الخاصة بالسماح لعمال فلسطينيين بالعودة إلى إسرائيل بمواصلات عامة تخدم عادة المستوطنين، الذين زعموا بأن الحافلات أصبحت مكتظة وان الفلسطينيين ينكلون بالمستوطنين. وأوضحوا في اللجنة «على سبيل المثال تحرش فلسطينيين بالنساء اليهوديات أو حرقوا سوالف شبان يهود». وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الاثنين، أن المداولات كانت مفتوحة وشارك فيها عدد من المستوطنين استعرضوا ما وصفوه بتنكيل فلسطينيين لدى صعودهم في الحافلات ورئيس بلدية ارئيل ورئيس المجلس الاستيطاني «كرني شومرون» وممثلون عن الإدارة المدنية وعن وزارة المواصلات والشرطة وشركة حافلات افيكيم وتعرض هؤلاء لوابل من الأسئلة الصعبة ولم يستدع فقط طرف واحد لحضور المداولات» الفلسطينيون الذين بحاجة للوصول إلى العمل». وقال يوغاب رئيس اللجنة الفرعية الأحد «لا نستدعي فلسطينيين لمداولات في الكنيست، ندعو كل عضو كنيست عربي للحضور، وشاركت عضو الكنيست زهافا غلاون في هذه المداولات، وحضرها أيضا عضو الكنيست إسرائيل حسون عدة مرات». واتضح من تحقيق أجرته «هآرتس» انه ليس الفلسطينيون فقط لم يستدعوا لحضور المداولات بل وأيضا منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية. ودعت اللجنة إلى إقامة خطوط حافلات منفردة، تخدم الفلسطينيين وزعم يوغاب: «هذه ليست خطوط عنصرية، بل خطوط مخصصة، والمقصود ليس إيجاد فصل تام بين الفلسطينيين واليهود بل تقديم خدمات للفئتين السكانيتين وتقليص الاحتكاك بينهما، ولا يوجد أي سبب لنقل فلسطيني في حافلة تقف عند اورنيت أو ارئيل». وكان يوغاب قائد لواء في الجيش الإسرائيلي وسكرتير عام بني عكيفا ونائب رئيس المجلس اللوائي الاستيطاني مطة بنيامين وقام بحملة خلال فترة تشكيل الحكومة الحالية استهدفت تعيينه نائب وزير الدفاع، واكتفى بعد فشله بذلك برئاسة اللجنة الفرعية المذكورة التي تعتبر هامشية من حيث أهميتها، لكنه حولها إلى منصة سياسية تخدم مصالح المستوطنين. وإحدى القضايا المحببة لديه معالجة البناء غير المرخص الذي يقوم به الفلسطينيون وأجرى في اللجنة التي يرأسها مداولات مرتين استدعى إليها رؤساء الإدارة المدنية وعرض خلالها معطيات جمعتها جمعية «رغبيم» التي تمولها الحركة الاستيطانية «أمناه» والمجلس الاستيطاني مطة بنيامين والتي تسعى إلى منع الفلسطينيين من البناء في مناطق تحت ذريعة كونها أراضي دولة. ولم يستدع أي فلسطيني لحضور هذه المداولات ولا الجمعيات التي تعمل في هذا المجال ولا المحامين الذين يدافعون عن الفلسطينيين في هذه القضايا.