بين وحيد وهنري ميشال... لم يتقبل الاتحاد الجزائري لكرة القدم التصريحات التي أدلى بها المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش التي هاجم فيها واقع كرة القدم الجزائرية مباشرة بعد تعاقده مع نادي طرابزون سبور التركي. وحيد وبعد أن انتقد واقع الكرة ببلاد «محاربي الصحراء» نسب قصة نجاح «الخضر» في مونديال البرازيل لنفسه، موضحاً أن عمله مع الفريق كان وراء تأهله للدور الثاني لأول مرة في تاريخ مشاركاته، ولا يعود لأي عمل في العمق، كما هاجم بعض وسائل الإعلام بقسوة، ردا على الحملة الشرسة التي شنتها الصحافة الجزائرية عليه، والتي يقال إن لمحمد راوراوة رئيس الاتحادية يدا فيها. الاتحاد الجزائري قال في بيان له إن إنجاز المونديال 2014 يعد تتويجا لعمل دؤوب مخطط ومنظم من طرفه، وتوجه بالشكر لجميع اللاعبين والجمهور، دون أن يذكر خليلودزيتش بالاسم، هذا الأخير الذي يرجع له المراقبون الفضل الكبير في قصة النجاح. ما وقع بين الاتحاد الجزائري والمدرب البوسني، يذكرنا تماما بالقضية التي تفجرت بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمدرب الفرنسي هنري ميشال، إلا أن وجه الاختلاف بينهما أن الأول انطلق من خلفية الانتصار والتفوق بالمونديال، أما الثاني فجاء ليبرر الذمة بعد حدوث إخفاق في منافسات قارية. هنري ميشال هاجم كل مكونات كرة القدم المغربية في ندوة صحفية عقدها مباشرة بعد العودة من غانا، حيث وصف التراجع بالنتيجة المنطقية بسبب المشاكل التي تعاني منها اللعبة، مضيفا أن المنتخب المغربي لا يمكن أن يفوز باللقب القاري، لكون الغالبية العظمى من اللاعبين احتياطيين في فرق أوروبية صغيرة، وطالب الأندية بضرورة الاهتمام بالمدارس، وتكوين لاعبين مؤهلين للمنافسة قاريا ودوليا، كما انتقد الدور الذي يقوم به بعض الصحفيون في التعاطي مع موضوع كرة القدم. ما قاله هنري ميشال أغضب جامعة الجنرال حسني بنلسيمان التي لم تكن تتوقع تجاوزه للحدود المسموح بها، في وقت كان ينتظر منه الجهاز الجامعي تبرير الإقصاء وتحمله جزء من المسؤولية، على أمل امتصاص الغضب الجماهيري العارم، والسعي إلى إسكات الأصوات الإعلامية التي شنت حملة معقولة ومبررة على كل مكونات الفريق الوطني وطاقمها التقني، تم التخلي عن هنري ميشال وتحمليه مسؤولية كل ما حدث. فقد كان من المفروض أن تتحمل الجامعة مسؤوليتها، والإنصات لما قاله المدرب الفرنسي الذي خبر كرة القدم جيدا، وهو الذي وقع معها على حقبة مهمة من تاريخها انطلاقا من سنة 1994 إلي سنة 2000، حيث استطاع المنتخب الوصول إلى مرتبة مهمة في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) باحتلاله الرتبة (11)، وهى رتبة جد متقدمة لم يصل لها مرة أخرى «أسود الأطلس»، ولا نعتقد أنه بالإمكان الوصول على الأقل في الأمد المنظور. إلا أن الجامعة اختارت الهروب إلى الأمام في سلوكا مألوفا من طرف المسؤولين عن الشأن الرياضي الوطني عموما، مما ساهم في تعميق الأزمة عوض العمل على حلها وتحمل المسؤولية كاملة بكثير من الجرأة والشجاعة، فما قاله هنري ميشال سنة 2008 لازال صحيحا حتى الآن، والمشاكل لازلت قائمة حتى الآن وبنفس الوتيرة، بل تفاقمت أكثر في مجموعة من المجالات، والدليل هو الغياب حتى عن المشاركة بكأس أمم إفريقيا، أما كأس العالم فتحول إلى حلم صعب المنال. فمن نحاسب إذن؟ ومن يتحمل أصلا مسؤولية توالي الإخفاقات؟...