عادت عجلة البطولة الوطنية لكرة القدم بقسميها الأول والثاني للدوران، بعد توقف دام ثلاث أسابيع، فسحت المجال لاسترجاع الأنفاس، بعد أكثر من أربع أشهر من المنافسات، توزعت بين البطولة وكأس العرش. وبالرغم من عديد الملاحظات التي عرفها الشطر الأول، فإن أغلب اللقاءات تميزت بالندية والإثارة وعنصر التشويق، وهو مؤشر ايجابي على تحسن طفيف، يمكن استثماره كأرضية لتطور مطلوب لواقع بطولة طبعت بالشكلية منذ سنوات خلت. ومن بين الفرق التي ميزت هذا الشطر هناك حسنية أكادير، وأولمبيك خريبكة، والكوكب المراكشي، والوداد المتوج كبطل للخريف، لكن بعدد ضعيف من النقط لا يتعدى 26 نقطة، مما أثار الكثير من ردود الفعل إلى درجة الاستغراب. كما أن فارق النقط بين كوكبة الزعامة ووسط الترتيب لا يتعدى ستة إلى خمس نقط، ليبقى المجال مفتوحا لكل الاحتمالات. لكن، يبدو أن فترة التوقف قد خدمت فرقا دون أخرى، والدليل على ذلك نتائج الدورة الأولى من الإياب، فالحسنية التي فاجأت كل المتتبعين، انهزمت أمام الكوكب بميدانها، نفس الشيء بالنسبة لأولمبيك خريبكة المتعثرة بملعب الفوسفاط ضد الفتح الرباطي، كما أن الرجاء تواضعت بالبيضاء أمام المغرب التطواني. أما بالنسبة للفرق التي يبدو أنها استفادت من فترة التوقف، فهناك فريق الاتحاد الزموري للخميسات التي فاجأ المغرب الفاسي بميدانه محققا فوزنا ثمينا من قلب العاصمة العلمية، ليواصل بالمقابل كل من أولمبيك آسفي والجيش الملكي صحوتهما. الوداد متزعم الترتيب، حقق نتيجة الفوز بالملعب البلدي بالقنيطرة على حساب ناد محلي لا يستقر على حال، وقد لوحظ إصرار المدرب طوشك على إشراك لاعبين شبان، وهو معطي ايجابي يمكن أن يخدم تشكيلة الوداد مستقبلا، مع العلم أن قوة الوداد كانت دائما مستمدة من قوة فئاتها الصغرى، والدليل على ذلك أن أغلب نجوم الفريق الذين تألقوا مع الفريق الوطني هم من أبناء الفريق ومدرسته المعطاء. فريق المغرب الفاسي ورغم كل محاولات الإصلاح ، ورغم التغيير الذي عرفته إدارته بانتخاب رئيس ومكتب جديدين، وبأسماء ليست جديدة على مجال التسيير داخل النادي الفاسي، إلا أنه لا زال عاجزا عن مغادرة المراتب المتأخرة، وفي أولى دورات الإياب انهزم بميدانه، وضد فريق يجاوره بالمنطقة المكهربة، وهى نتيجة أكثر من سلبية نظرا لكون فريق الخميسات ربح على حسابه نقطا تساوي ذهبا. تبقى هذه أهم الملاحظات حول عودة بطولة دخلت عامها الاحترافي الرابع، ومن المفروض أن تكن قد تجاوزت مختلف مظاهر حقبة الهواية التي عمرت طويلا، إلا أن الملاحظ هو استمرار سلبيات كنا نعتقد أنها ستزول تدريجيا، بدخول مجموعة من القوانين والضوابط المغايرة لما سبق، إلا أن الإشكال يكمن في وجود عقليات لا زالت تنظر إلى التغيير كمجرد ضيف ثقيل يجب التعامل معه بأقل تكلفة أو التحايل من أجل تجاوزه... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته