نشر الزملاء في"الأحداث المغربية"، ضمن عدد أمس الجمعة، حوارا متميزا مع عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للتحقيقات التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، وذلك عقب اللقاء الذي خصهم به بمعية"ميد راديو"و"لوبسرفاتور"التابعين للمجموعة الإعلامية نفسها. ومن باب التشجيع والتحية الاعتراف لزملائنا بهذا الجهد وتثمينه، وأيضا الوقوف عند مضامين ما صرح به مدير المكتب المركزي للتحقيقات الأمنية. إن أبرز ما لفت الانتباه في كلام عبد الحق الخيام هو تأكيده في خاتمة الحوار المنشور في "الأحداث المغربية"أن"محاربة الإرهاب ليست مسؤولية الأمن لوحده، بل مسؤوليتنا جميعا"، ثم أيضا تساؤله البليغ والمعبر:"والمغرب؟ ألا يستحق منا أن نضحي من أجله؟"... أن يصرح مسؤول أمني في موقع عبد الحق الخيام بأن محاربة الإرهاب لا تكون فقط عبر المقاربة الأمنية لوحدها، فهذا يعني أن شيئا ما يتغير في المملكة، وأن يعبر عن اقتناعه بأهمية المقاربة الشمولية وانخراط كل مكونات المجتمع لكسب هذا التحدي وحماية أمن البلاد واستقرارها، فهذا يعني بداية رسم معالم الطريق الصحيح. أما عندما يشدد الخيام على أهمية التضحية من أجل الوطن، وعلى الاستعداد للتضحية بكل شيء، بما في ذلك الموت من أجل سلامة الوطن والمواطنين، فهو هنا يحيلنا على شعور من اللازم تمتينه لدى كافة المواطنات والمواطنين، وعلى أن حب الوطن يدعو إلى الافتخار وليس إلى الخجل، وعلى أن من حق المغاربة، كما كل الشعوب، الخوف على بلادهم وأمنها واستقرارها، كما من حقهم وواجبهم الدفاع عن ذلك والتضحية من أجله. إن الشعور المشار إليه، أو"تمغرابيت" التي كان جلالة الملك قد ألح عليها في خطابه الأخير أمام البرلمان، لا يمكن تفسيرهما فقط بالمعجم السياسي، وإنما هي إحساس يجب أن يكون طبيعيا لدينا كلنا، وأن نكون قادرين باستمرار على تمثله واستحضاره في السياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام والأمن والمجتمع و... في الحياة، وأن ننطلق منه لصياغة الأجوبة والمواقف والقرارات والأفعال. عندما كانت القوى الديمقراطية والتقدمية باستمرار تعلي شعارها الدائم:"من أجل المصلحة العليا للوطن والشعب"، فهي كانت تلخص في ذلك رؤية وقناعة ومشروعا مجتمعيا متكاملا، ونقطة الانطلاق كما غاية الوصول كانتا هما المصلحة العليا لبلادنا وشعبنا، ولهذا لا يمكن للنضال من أجل الديمقراطية والتقدم أن يستقيم من دون رسوخ هذا الاقتناع المبدئي بالانتصار للوطن وللشعب و الاستحضار الدائم لواجب خدمتهما والدفاع عنها والغيرة عنهما. الزملاء في"الأحداث المغربية"والمجموعة الإعلامية المنتمية إليها أتاحوا لنا لحظة قراءة واطلاع وشعور بموضوع الوطن وأمنه ومسؤوليتنا كلنا تجاه ذلك، فشكرا لهم. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته