صدم رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة والإعلاميون المغاربة بكلام ساقط صدر عن مذيع قناة الجزيرة، المصري أحمد منصور، مقدم: "الشريعة والحياة" و"شاهد على العصر"، وذلك في حق الصحفيين المغاربة والسياسيين، ردا على ما قال إنه استهداف وتشنيع تعرض لهما من طرف صحيفة مغربية. الشهرة والنجومية تجعل صاحبهما يتحلى، مبدئيا، بكثير من التواضع وأدب الحوار ورصانة القول والسلوك، لكن أحمد منصور بدا أمام الجميع عاريا من أي تهذيب قول، وقدم نفسه كواحد من فتية الحواري يمتح من خطاب"البلطجية". وحتى لو كان منصور تعرض لهجوم قاس من لدن صحيفة مغربية أو غير مغربية، فقد كان بإمكانه أن يكتب توضيحا ويبعث به إلى الصحيفة المعنية لكي تنشره، ويستثمر ما تتيحه له أعراف المهنة للدفاع عن نفسه، أو يلجأ للقضاء لحفظ كرامته، لكن الأسلوب الذي اختاره جعله يتيه في الشتم والتعيار من دون أن ينتبه إلى أنه أصلا لم يرد ولم يقدم أي نفي أو توضيح بشأن ما كتب وقيل عنه. عقلية منحرفي الحواري التي صنع منصور منها مداد كلماته، وإطلاقية كتابته واتهاماته تجعله لا يستحق منا سوى التنديد والاستهجان ووضعه في المكان الذي انتقاه هو نفسه لذاته، أي ضمن من يجب الإعراض عنهم وعن قولهم، لأنهم جهلة وجبناء ومرضى بكثير عقد. لا ننتظر من شخص يمتلك تاريخا في انحراف السلوك أن يتقيأ علينا اليوم كلاما مبتذلا يغلفه ببعض قول عن محاربة الفساد والمفسدين في المغرب، فهذا"شغلنا وحنا مواليه"، ولا نسمح له أيضا بامتطاء سهل الكلام ليوزع من خلاله الاتهامات والشتائم على بعضنا أو أغلبنا"لا يهم"، فهنا كلنا معنيون، وما تلفظ به هذا المنحني دوما لأسياده ولمالكي خزائن النفط يستحق منا كلنا الإدانة. إننا ندرك، هنا في المغرب، طبيعة حقلنا المهني وحجم ما يخترقه من اختلالات ومتسلطين، ولكن عندما يتجرأ واحد مثل منصور على توجيه الشتائم للصحفيين المغاربة ووصفهم بعبارات وأوصاف من قاموس"الشماكرية" فلن يجد منا سوى اصطفافا واضحا ومبدئيا ضمن الجسم الصحفي المغربي لرفض هذا السب الوضيع والرخيص، وأيضا احتقار اللغة المتعالية المريضة بعقد الذات التي رمى بها المعني بالأمر في وجه كل من اطلع على تدوينته البذيئة. منصور فضح تدني قناعاته المهنية والأخلاقية عندما لجأ إلى أسلوب الشتم بدل اعتماد الصيغ المتعارف عليها في مهنة الصحافة عندما يتم نشر معلومة خاطئة، وهو أيضا فضح افتقاره لأي التزام أخلاقي عندما ابتعد عن القول اللبق الذي دعا إليه الله حتى في الدعوة إلى الإسلام، كما أنه وفر للعديدين اقتناعا كبيرا باحتمال أن يكون كل ما كتب عنه صحيحا، وهذا ما أثار حنقه فعلا. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته