كينيا دائما في الصدارة، وبولت عداء من كوكب آخر العرافي تخوض اليوم نهائي 800م وإيكيدر يبلغ نهائي 1500م تأهل العداء المغربي عبد العاطي إيكيدر إلى نهائي سباق 1500م أمس الجمعة ضمن منافسات بطولة العالم لألعاب القوى التي تحتضنها العاصمة الصينية بكين، وفشل ياسين بن الصغير، في حين ستبحث العداءة الواعدة رباب العرافي عن إنجاز مشرف في نهائي سباق 800م اليوم السبت. وحجز إيكيدر نهائي 1500م بعدما حل ثالثا في السلسة الثانية، محققا رقما (3:35.20) خلف العداءين الكيني إلجاح موتوني مانانغوي (3:35.05) والجزائري توفيق مخلوفي (3:35.00)، بينما فشل بن الصغير في بلوغ النهائي عقب حلوله تاسعا ضمن السلسلة الأولى برقم (3:44.95). وارتباطا بالمشاركة المغربية بدورة بكين، تمكنت العداءة الواعدة رباب العرافي من بلوغ نهائي مسابقة 800م، والذي سيجرى مساء اليوم السبت، بعدما دخلت في المرتبة الأولى ضمن السلسلة الأولى. ولم تكتف العرافي بذلك وحسنت في ظرف يومين، رقمها الشخصي ليصبح 1.58.55، بعد أن وصلت خلال الدور الأول، لتوقيت 2.00.37، في حين لم تتمكن مليكة العقاوي صاحبة الاختصاص، رغم تحسين رقمها الشخصي والذي وصل إلى 1.59.03، من تجاوز نصف النهاية، بعد أن دخلت سادسة، ضمن السلسة الثالثة، لتغادر بذلك دورة بكين، بعدما كانت تراهن على حضور أفضل. وعلى صعيد سبورة الترتيب إلى حدود أول أمس الخميس، قفزت الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى المرتبة الثانية في سبورة الميداليات متجاوزة كل من بريطانيا وجامايكا، لكنها ظلت دائما متخلفة عن كينيا المتمسكة بمركز الريادة، بفارق ثلاث ذهبيات عن صاحبة الصف الثاني. أمريكا التي تعودت أن تكن في أغلب دورات بطولة للعالم لألعاب القوى، بدون منافس على المرتبة الأولى، وجدت صعوبة خلال هذه الدورة في التحليق بمفردها، خاصة وأن منافسين جدد دخلوا على الخط خلال السنوات الأخيرة، وأصبحوا ينافسون أبطالها بقوة، خاصة بمسابقات كانت إلى وقت قريب حكرا عليها، كجامايكا في سباقات السرعة وأيضا كينيا، كما أن عودة كوبا في بعض المسابقات التقنية ساهم في التقليل من هامش التألق أمام الأبطال الأمريكيين. ولعل أكبر مفاجأة ترتبط بالحضور الفرنسي خلال دورة بكين، ففي ظل غياب مجموعة من أبطالها بفعل الإصابة، تشارك حاليا بفريق أغلبه من الشباب، وهذا ما جعلها غير قادرة على المنافسة على المراتب الأولى، فبميداليتين نحاسيتين فقط، تقبع إلى حدود اليوم السادس في المرتبة 26، وهى مرتبة لا ينتظر أن تتحسن كثيرا، رغم المستوى الجيد الذي وصلت إليه ألعاب القوى الفرنسية، إلى جانب أنواع أخرى تعرف تألقا وضحا للرياضيين الفرنسيين. بالنسبة للجانب العربي، فباستثناء فضيتي التونسية حبيبة لغريب في 3000م موانع، والمصري إيهاب عبد الرحمان في رمي الرمح، لم يتمكن أحد العرب إلى حدود اليوم السادس، من إضافة ميدالية ثالثة خاصة عقب إخفاق العدائين القطريين والسعوديين، رغم الترشيحات التي كانت تصب في صالحهم، وفي مقدمتهم العداء يوسف مسرحي في 400م، والذي أخفق في الحصول على احدي الميداليات. والآمال العربية لا زالت معلقة على بعض الأسماء القليلة كما هو الحال بالنسبة للقطري معتز برشم والجزائري توفيق المخلوفي والمغربي عبد العاطي إيكيدر. ولعل من بين العلامات الفارقة ببكين، استمرار التألق الباهر للعداء الأسطورة يوسن بولت، إذ واصل هذا العداء الجامايكي قهر الأمريكان، فبالرغم تحضير الأبطال الأمريكيين بصفة جدية، وتعزيز وجودهم بأسماء جديدة، فإن هذا القطار الفائق السرعة، داس على الجميع، محطما كل الأرقام، وملغيا كل المعدلات السابقة. وحقق بولت خلال سباق النهاية الذي جرى مساء أول أمس الخميس، أفضل رقم في سباق 200م هذا العام، بزمن قدره 19.55 ثانية، ليفوز بالميدالية الذهبية الرابعة له على التوالي في بطولات العالم. وبعد خمسة أيام فقط على تجاوزه العداء الأمريكي جاستين غاتلين في سباق 100م، عاد مرة أخرى وتغلب عليه، مؤكدا أنه الأقوى والأسرع بدون منازع، وإذا أرادت أمريكا أن تهزمه، فما عليها إلا أن "تخلق" رياضيا تفوق قوته قوة البشر، فبولت لا يمكن أن يقهره حاليا إنسان على وجه الأرض، لأنه بكل بساطة كائن قادم من كوكب آخر.