الانتصار للمرأة والسينما والحياة إحداث جائزة الجمهور لأول مرة ما فتئت المرأة تتألق بحضورها في السينما المغربية وفي المهن الفنية المنرتبطة بها سواء عبر التأليف أو التشخيص أو الإخراج أو التصوير، وكذلك من خلال تناول السينما للقضايا المرتبطة بالمرأة. فقد تميزت فترة من فترات التجربة السينمائية ببلادنا بانخراط عدة مخرجين في استحضار صورة المرأة في أعمالهم، إلى حد أنه صار بالإمكان الحديث عن موجة سينمائية، نستحضر بهذا الخصوص أفلاما من قبيل: "نساء ونساء" لسعد الشرايبي، "مصير امرأة" لحكيم النوري، إلى غير ذلك من الأفلام التي لم يكتف أصحابها بتناول قضايا المرأة، بل أصروا على أن يكون اسمها حاضرا كذلك في العناوين. ليس صدفة أن يعقب هذه المرحلة، التفكير في تنظيم تظاهرات سينمائية يكون محورها الأساسي هو المرأة، حيث انبثق عن ذلك المهرجان الدولي لسينما المرأة بمدينة سلا، الذي تسهر على تنظيمه جمعية أبي رقراق، والذي انطلقت فعاليات دورته التاسعة أول أمس الاثنين، ومن المقرر أن يسدل الستار عليه يوم ثالث أكتوبر القادم. لقد شاء منظمو هذه التظاهرة السينمائية أن يمتد اهتمامهم بالمرأة سينمائيا على نطاق أوسع، حيث نجد أن مختلف القارات ممثلة في هذه الدورة: دول من أفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وآسيا. وتمت برمجة اثني عشرة فليما سينمائيا طويلا، ضمن المسابقة الرسمية، القاسم المشترك بين هذه الأفلام بطيعة الحال، هو المرأة في مختلف تمظهراتها. المرأة في علاقتها مع ذاتها ومع الآخر، في مواجهة همومها الاجتماعية والنفسية، المرأة في لحظات ألقها وتعاستها كذلك، المرأة أمام مصيرها.. وكما عودنا هذا المهرجان على امتداد دوراته الثمانية؛ فلن تحضر المرأة التي يتم معالجة قضاياها بشكل سطحي، كما أنه لا بد أن يكون قد تم إبعاد الأفلام التي يكون شغل أصحابها هو تقديم المرأة في صورة تشييئية، أو تلك المرأة التي يتم بواسطتها دغدغة مشاعر الجمهور المراهق. يحرص هذا المهرجان كذلك على مواكبة جديد الإنتاج السينمائي، حيث أن جل الأفلام المبرمجة للعرض: عشرة أفلام هي من إنتاج سنة 2015، وفيلمان فقط من إنتاج 2014، كما يحضر الفيلم الوثائقي بقوة، حيث تمت برمجة سبعة أفلام من هذا القبيل. كما أن هذه الدورة تتميز بتغليب كفة حضور المخرجات، حيث نجد تسعة أفلام من إخراج سينمائيات، وثلاثة أفلام فقط من إخراج سينمائيين ذكور. يلاحظ من خلال ذلك إصرار المنظمين على تأنيث هذه التظاهرة السينمائية، ليس فقط عبر حضور القضايا التي تتمحور حول المرأة، بل كذلك عن طريق انتقاء أفلام وراء إخراجها وإنجازها نساء. ويبرز هذا المعطى كذلك من خلال لجنة تحكيم الأفلام السينمائية الطويلة، حيث تتشكل من النساء فقط، برئاسة المخرجة الكندية مانون باربو، وعضوية الممثلة المغربية فاطمة الزهراء بناصر، والممثلة المصرية منال سلامة، والمخرجة النرويجية إيفا داهر، والمنتجة الفرنسية ماري كوتمان، والناقدة السينمائية الكونغولية ديجا مومبو، ومديرة مهرجان سينمائي الإسبانية ماريا إيلينا سيسنيروس مانريكي. وكذلك من خلال لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي، حيث تتشكل من المخرجة مريم عدو، والأستاذة الباحثة المتخصصة في السينما والأدب مجدولين العلمي، برئاسة الصحافية والناقدة السينمائية صباح بنداود. وعلى صعيد الجانب التنافسي، يلاحظ خلال هذه الدورة استحداث جائزة جديدة، تتمثل في جائزة الجمهور، إيمانا من المنظمين بأن الجمهور هو مستقبل السينما.