في الوقت الذي انتظر فيه أن يكون رحيل الرئيس السابق محمد بودريقة عن رئاسة الرجاء جزء من الحل المطلوب داخل الرجاء، تحول إلى سبب للأزمة الراهنة، وأصبح قدر هذا النادي العريق أن يتحول إلى رهينة في يد هذا الرجل الراحل. كل من يعرف خبايا الأمور يقر بأن الرجل لا زال يتحكم في خيوط اللعبة، وأن تمرد اللاعبين تقف وراءه أطراف تدين بالولاء للرئيس السابق، وأن الكثير من العراقيل المطروحة حاليا أمام سعيد حسبان تقف وراءها جهات تنتمي للمكتب، لتتحول الرجاء إلى فضاء لتصفية الحسابات. ففي ثاني خروج إعلامي له، عجز الرئيس الجديد، مرة أخرى، عن تقديم معطيات وضمانات ملموسة للخروج من هذه الأزمة الطاحنة، والتي أساسها مادي، تسبب فيها تهور الرئيس السابق الذي ركب المغامرة دون أن يحسب العواقب، والنتيجة إفلاس حقيقي، أعطى من خلاله "مول الشكارة" نموذجا لسوء التسيير، وجهل تمام بكل مقومات التدبير والحكامة والتسيير العقلاني. وهكذا تحولت الرجاء في وقت وجيز من ناد يترقب الوصول إلى العالمية من أوسع الأبواب إلى ناد مفلس يبحث عن مخرج لأزمته الطاحنة، يسعى إلى تفادي العقوبات الدولية التي يمكن أن تنزل بين الفينة والأخرى من طرف جهاز الاتحاد الدولي لكرة القدم، بسبب الملفات المطروحة أمامه من طرف مدربين ولاعبين أجانب. ولعل السؤال المطروح حاليا هو من هي الجهة المفروض تدخلها أن تساهم في حل الأزمة، ثانيا وضع ضمانات للحيلولة دون تكرار مثل هذه المهزلة التي حلت بالرجاء أو تفادي تكرار "ظاهرة بودريقة" بكل ما حلمته من سلبيات وإساءة لروح ناد كبير كالرجاء البيضاوي. غياب "بروفايل" خاص بالمسير الرياضي، يسمح لأي كان أن يتحكم في مصير المؤسسات الرياضية كيفما كان وزنها وقيمتها وتاريخها، والرجاء تعطينا حاليا مثالا حيا، والحالة هذه فإن المسؤولين عن الشأن الرياضي الوطني مطالبين بأن يحيطوا القطاع بالكثير من الضمانات من أجل حمايته من عدم تكرار "ظاهرة بودريقة" بناد أو جامعة أو جمعية أو فريق المهم أن الخطأ لم يعد مسموحا به مستقبلا...