عزا الفايسبوك كل البيوت و بدأ يتسع حق التعبير بشكل متزايد إلى حد البوح على الملأ بأمور حميمية لا قيمة فكرية و لا جمالية لها ، إن تزايد أنصاف الشعراء الذين غزوا سطح البحر الأزرق يكشف من جهة الضعف الشديد للروح الشعرية بما هي صنعة و ليس تصنعا ، فتجد في عبارات ما يسمونه شعرا تكلفا في اللغة و المبنى، و يوازيهما تكلف في الشعور ، و من جهة ثانية تكتشف سوء الفهم الشديد للرومانسية كفعل ثقافي و إبداعي . في الكثير من النصوص التي ترمى في سلة الفايسبوك أكتشف أن الرومانسية مختزلة في أفهام شعراء هذا السوق في حدود فعل التدفق اللغوي و الانسياب الشعوري و العاطفي . عفوا أيها الشعراء الجدد، الشعر بالنسبة لي هو أولا موقف ثقافي و رؤية فكرية و وجودية، و هو تعبير رومانسي يتجه إلى رسم معالم نمط حياة حداثية تقوم على تجديد القيم و الأخلاق و دفع حدود المتعارف عليه و تبديد المبتدل الذي يكرسه المعيش اليومي و الوعي العامي . أرجو من كل من يبادر أن يكون شاعرا عليه أولا أن يطلع على فلسفة و روح الحركة الرومنطقية كما برزت في القرن السابع عشر . مع احترامي للبعض الذين في شعرهم روح فكرة و قضية و جمال