لقد تم بناء القسم الداخلي لإعدادية ناوور الواقعة في جبال مديرية بني ملال في السنة الماضية و تم تزويد جناح فقط بالمعدات الأساسية كمرحلة تمهيدية ،و كانت مبادرة لها أهمية قصوى في مجال التربية والتعليم بالمنطقة ، إستحسنها السكان وبعثت في نفوسهم إرتياحا كبيرا وإحساسا بالآفاق المستقبلية المزدهرة لفلذات أكبادهم . لكن مع بداية الموسم الحالي خابت آمالهم وتبخرت أحلامهم ، جراء تعطيل فتح أبواب الجناح الأخر لهذا المأوى المخصص للتلاميذ الذين ينحدرون من دواوير بعيدة عن الإعدادية بمسافات طويلة وشاقة للغاية ، بعضها أكثر من 20 كيلومتر ،نذكر على سبيل المثال إفسفاس و بنشرو و مكاصت ، يقطعونها عبر الأقدام في ظروف طبيعية قاسية جدا ، بسبب صعوبة المسالك الممتدة عبر الأودية الملتوية وسفوح الجبال الشامخة، تتخللها وديان يصعب تجاوزها والمعروفة بوعورتها ، و هذا سيسبب بلا شك في لجوء معظم هؤلاء التلاميذ إلى الانقطاع المبكر عن الدراسة ويغذي ظاهرة الهدر المدرسي في المنطقة. فلا زال سكان دواوير عمق جبال جماعة ناوور ينتظرون بفارغ الصبر فتح أبواب القسم الداخلي في وجه أبنائهم الأبرياء، الذين هم في أمس الحاجة إلى مأوى يهيئ لهم الظروف المناسبة لمواصلة دراستهم ، لكن بكل أسف أن المتتبع للساحة التعليمية بالحزام الجبلي ، يجد نفسه أمام تناقضات صارخة بين خطاب المسؤولين وبين الواقع المرير الذي يكذب ما يذهبون إليه ؟ و الرأي المحلي بالمنطقة يتساءل متى سيتم الإفراج عن القسم الداخلي و استغلاله من طرف التلاميذ المحتاجين ؟ هذا ويهدد الأباء بتنصيب خيام أمام المؤسسة وذلك من أجل تنظيم اعتصام مفتوح في حالة إذا لم يتم تنفيذ مطالبهم في أقرب وقت.