مفتي مصر السابق بات مستحقا للقب " الضال المضل " بخرجاته الاعلامية التي لا تخلو من فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ، وآخر تلك الفتاوى تأكيده في لقاء تلفزيوني بمناسبة عيد الحب أن العاشق الذي يموت بسبب حب امراة هو "شهيد" مستدلا في هذا السياق بحديث " موضووووووووووووووووع " قيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه : مَن عشق فعفّ فكتَم فمات فهو شَهيد . لا أحد ينكر أن العشق حالة وجدانية سامية ، ولا احد يدعي أن الاسلام أنكر على العاشقين ما تملّك كل واحد منهم من عشق ، ولكن أن يؤكد " مفتي " بأن الموت بسبب عشق هو شهادة فهذا هو ما لا يستسيغه عاقل ولا يقبله مفكر ولا يمكن إدراجه إلا في باب " العهر الديني " ، لأن للشهادة في الاسلام شروط ومقتضيات ، وإذا ما سلمنا بصحة الحديث الذي استهد به مفتي ام الدنيا وافترضنا أنه يمتلك مقومات الصحة وطرقها فإن قبوله يدخلنا إلى عوالم الراضين بالسفاهة ، فهل يعقل مثلا أن نسمي من أحب زانية او عشق عاهرة امتهنت الدعارة وافتخرت بها وعشقتها ثم مات الذي عشقها من وعلى عشقها " شهيدا" ؟؟؟ طبعا لا ، لأنه من يقبل بهذا الأمر سيكون من الذين يحبون المنكر ويعشقونه وهذا ما لا يجوز في الشرع كما لا يجوز في حق الشهداء . إن مفتي مصر الذي وصف شهداء رابعة وشهداء الثورة المصرية بالخوارج وامتنع عن وصفهم بالشهداء غير ما مرة ، قد ضل في هذه الفتوى حين استدل بحديث موضوع فبنى عليه حكمه دون بذل أدنى جهد في البحث عن صحته ، وأضل حين أفتى بأن من عشق فعفّ فكتَم فمات فهو شَهيد ، لأن " شهداء العشق " في بلداننا التي تعاني من فرط العشق والهوى أكثر من شهداء الحروب عبر التاريخ ، وهذا لعمري في جميع القياسات ومن جميع الزوايا شنيع ، ولو ان مفني مصر ذكر الناس بالحديث الذي رواه ابن ماجه وصححه الألباني بلفظ "لم ير للمتحابين مثل النكاح" ورواه البيهقي بلفظ: "ما رأيت للمتحابين مثل النكاح" وشرح معناه للناس وفق ما يقتضيه العقل والشرع دون مغالاة أو تطرف لأفاد واستفاد ،لكنه اختار الابتعاد عن منهج الباحثين عن الحق فاستحق بذلك لقب " الضال المضل " والعياذ بالله .