تناولت صحيفة لا فونير الكونغولية موضوع فشل مشروع تنظيم الاستفتاء بالصحراء وعلاقته بالخسارة التي منيت بها جبهة البوليساريو نتيجة صعوبة تنفيذ هذا المخطط، الذي بدا غير قابل للتطبيق في الصحراء، سواء من الناحية التقنية أو السياسية، بالنظر لكونه يتطلب تغيير حدود كل بلدان المنطقة. واعتبرت الصحيفة أنه أصبح معروفا أن الحدود بمنطقة شمال غرب إفريقيا، وتحديدا الحدود بين المغرب والجزائروموريتانياومالي، تم ترسيمها فقط على الخريطة خلال تقاسم هذه الأراضي بين فرنسا وإسبانيا. وقالت إن الحدود بشكلها الحالي لا تنسجم مع أي معيار سواء من طبيعة جغرافية أو إنسانية أو غيره، ويمكننا القول وبما لا يدع مجالا للخطأ بأن هذه الحدود تم تسطيرها بشكل عشوائي خلال تقاسم هذه الأراضي وهذا هو المنطق الرئيسي الذي يبرر فشل مشروع الاستفتاء في الصحراء.
وأضافت الصحيفة أن الصحراويين لا يوجدون فقط في المغرب، ولكن يوجدون في كل المنطقة الممتدة جنوب غرب الجزائر، وتمتد من بشار إلى الحدود مع موريتانياومالي، وهي منطقة تستقر بها قبائل صحراوية، والشيء نفسه ينطبق على المنطقة الممتدة على طول شمال غرب الأراضي الموريتانية وكذا على منطقة أقصى شمال مالي بين تومبوكتو والحدود مع الجزائر.
وقالت الصحيفة في معرضها تبريرها لاستحالة إجراء الاستفتاء في الصحراء إلى أنه من أجل تنظيم استفتاء لتقرير المصير بشكل حر وديمقراطي وعادل ونزيه وشامل، يمكن كافة الصحراويين من دون استثناء من التعبير عن رأيهم ، وفق ما تضمنه مخطط التسوية الأممي، فإنه من الضروري تغيير حدود البلدان الأربعة وهي المغرب والجزائروموريتانياومالي، بشكل يمكن من إفراز ساكنة صحراوية منسجمة في إطارها الجغرافي.
وشددت على أن تغيير الحدود أمر غير ممكن لأنه يمس بالسيادات الوطنية، وبالتالي فإن تنظيم الاستفتاء غير قابل للتطبيق، وأوضحت أن أي إصرار على تنظيمه لا يعكس سوى إرادة مبيتة في تمديد أجل هذا الصراع وبالتالي تمديد معاناة ساكنة مخيمات تندوف.
ونقلت الصحيفة، عن مصدر إلتقاه مراسلها بمدينة الداخلة، أن الجزائر تقوم بالترويج لشائعة تروم تكريس سياسة الترويع وتمنع الأشخاص المعتقلين بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري من العودة إلى المغرب.
وذكرت الجريدة بأن المغرب انسحب من منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1984 احتجاجا على اعترافها بالجمهورية الوهمية في الصحراء، بعد أن استغلت الجزائر وأعداء الوحدة الترابية للمملكة الأزمة التي كانت تتخبط فيها آنذاك المنظمة الإفريقية، وقاموا بتمرير قرار الاعتراف بهذا الكيان الوهمي في خرق سافر للقانون الدولي ولميثاق المنظمة ذاتها.