أكد عميد المعهد الملكي للثقافة الامازيغية أحمد بوكوس، مساء أمس الخميس بباريس، أن دسترة اللغة الامازيغية أتاحت تحقيق تقدم على مستوى التعليم ووسائل الاعلام. وأوضح بوكوس، خلال لقاء في موضوع "المغرب أمام محك لغاته" نظمه معهد العالم العربي في اطار تظاهرة "المغرب المعاصر"، أن اللغة الامازيغية أدرجت اليوم بغالبية المدارس وبعض الجامعات.
وأكد أيضا على الاهمية المتنامية التي يتم ايلاؤها لهذه اللغة في وسائل الاعلام، خاصة عبر احداث قناة تلفزية 90 في المائة من انتاجها باللغة الامازيغية، مشددا على ضرورة ادماج هذه اللغة اكثر في المؤسسات العمومية.
ولدى تطرقه للعوامل التي أدت بالمغرب الى دسترة الامازيغية، أبرز بوكوس العمق التاريخي لهذه اللغة باعتبارها من أقدم اللغات بشمال افريقيا، فضلا عن مكنتها من الناحية الديموغرافية حيث يصل عدد المتحدثين بها الى 28 في المائة من السكان.
ومن جهة أخرى، قال عميد المعهد إن الانتاج الثقافي الامازيغي يزداد أهمية، وخاصة في مجالي الشعر والادب.
وأكد أن قضية اللغة الامازيغية ليست قضية عرقية وانما قضية وطنية ذات بعد ثقافي، مبرزا أن المغرب وخلافا لبلدان اخرى، كانت لديه الشجاعة للاعتراف بتنوعه الثقافي.
وسلط باقي المتدخلين الضوء على دينامية التعدد اللغوي بالمغرب، مشيرين الى أن هذه الدينامية تجد تفسيرها في تشبث المملكة بتقاليدها مع انفتاحها على الغرب، وكذا في موقع المغرب الجغرافي باعتباره بلدا عربيا وافريقيا ومتوسطيا.
وأدار اللقاء بالإضافة الى بوكوس، كل من الجامعي عبد الفتاج كيليطو والرئيس المؤسس المشارك للمعهد الدولي للغات والثقافات موحا الناجي، والاستاذ بكلية العلوم السياسية بباريس روث غروسريشار.