كتبت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، الواسعة السحب، أمس الأربعاء، أن المغرب وإسبانيا عززا التزاماتهما على أعلى مستوى بهدف تطوير علاقاتهما. وأوضحت، اليومية التي أفردت ملفا خاصا للمغرب، أن الاجتماع الأخير من مستوى عال الذي انعقد يوم خامس يونيو الماضي بمدريد، برئاسة رئيسي حكومتي البلدين السيدان ماريانو راخوي وعبد الإله ابن كيران "جدد التأكيد على الحالة الجيدة" للعلاقات بين البلدين الجارين وتحالفهما الاستراتيجي على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني.
وعاد هذا الملف الخاص، من سبع صفحات، الذي زين بصورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والعاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، لتصريحات السيد ابن كيران، الذي أكد خلال هذا الاجتماع أن البلدين "بدآ الطريق نحو مستقبل واعد، وتوطيد علاقات ثنائية جيدة بغية جعلها نموذجا يحتذى به"، مشيرة إلى أن هذا التصريح يلخص اللحظة الجيدة التي تمر بها العلاقات بين البلدين.
وذكرت بأن الاجتماع من مستوى عال تدارس، أيضا، إمكانية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، مشيرة إلى أنه في سنة 2014، أزيد من 17 ألف مقاولة إسبانية صدرت منتجاتها إلى المملكة، فيما اختارت نحو 1000 مقاولة أخرى الاستقرار بهذا البلد بحثا عن فرص جديدة في ظرفية تتميز بالأزمة الاقتصادية.
وسجلت اليومية أنه بالموازاة مع هذا الاجتماع من مستوى عال، تعهد ممثلو أرباب العمل بالمغرب وإسبانيا في بيان مشترك بإعطاء دفعة للجنة المقاولاتية المشتركة لتعزيز التعاون المتبادل بغية غزو أسواق أخرى، مستشهدة برئيس الاتحاد الإسباني لمنظمات أرباب العمل، خوان روسيل، الذي أبرز "النضج والاستقرار الذي يعرفه المغرب".
كما أشارت اليومية إلى أن المغرب يقدم للمقاولات الإسبانية فرصا للتطور والتوسع الدولي، وهي حقيقة اعترف بها رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي، الذي أشاد بدينامية الإصلاح والانفتاح والتقدم الذي تعرفه المملكة.
وبحسب هذه اليومية فإن إسبانيا عازمة على مرافقة مسلسل الإصلاح والتقدم الذي انطلق في المغرب، مضيفة أن هذا البلد الايبيري وضع خطا للتمويل بقيمة 400 مليون أورو رهن إشارة المقاولات الإسبانية الراغبة في الاستثمار بالمغرب وبلدان إفريقية أخرى.
وأبرزت ("إلباييس"، في هذا الصدد، علاقة الصداقة والتقدير التي تجمع بين جلالة الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس، مشيرة إلى أن المملكة المغربية كانت من بين الوجهات الأولى التي زارها العاهل الاسباني بعد إعلانه ملكا للبلاد في 19 يونيو 2014.
إلى ذلك، أوردت الصحيفة الإسبانية، في ذلت الملف الخاص الذي خصصته للمغرب، أن المملكتين تعدان شريكان استراتيجيان في مجال مكافحة الإرهاب الدولي.
وأوضحت الصحيفة في هذا الملف الخاص، الذي أعدته وكالة "دي وورلد فوليو.كوم"، المتخصصة في الذكاء الاقتصادي والمالي، أنه خلال الاجتماع من مستوى عال الذي انعقد يوم خامس يونيو الماضي بمدريد بين المغرب وإسبانيا، بحث رئيسا حكومتي البلدين التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والاتجار في المخدرات والهجرة غير الشرعية.
وأوضحت (إلباييس) أنه بالنسبة لإسبانيا، فإن التعاون مع المغرب في هذا المجال ضروري، خاصة في ظل التعبئة "الاستثنائية" للمجموعات الجهادية، مذكرة بأنه ما بين 2013 و2014، قامت المصالح الأمنية بالبلدين بست عمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب توجت بنحو أربعين اعتقال في صفوف الجهاديين بكلا البلدين.
وأوردت، في هذا السياق، تصريحات لوزير الداخلية الإسباني، خورخي فرنانديز دياز، الذي أكد أن التعاون الأمني بين إسبانيا والمغرب، "الشريك الاستراتيجي، والحليف والصديق"، "أساسي" للتصدي لهذه الظاهرة "بشكل فعال"، مضيفة أن المغرب هو البلد "الأكثر استقرارا بالمنطقة المغاربية".
وأشارت اليومية الإسبانية إلى أنه في المملكة المجاورة، سجل هجوم إرهابي واحد خلال الفترة الممتدة ما بين 2011 و2013، مقابل أزيد من 30 في تونس و77 في الجزائر و353 في ليبيا.
وواصل المصدر ذاته أنه رغم عدم الاستقرار في دول الجوار والتهديد الجهادي، الذي يعرفه جزء كبير من القارة الإفريقية، فإن المغرب يظل بلدا آمنا للسياح.
وأشارت اليومية إلى جانب آخر من التعاون الأمني بين البلدين الجارين ويتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية، مضيفة أن فرنانديز دياز أبرز سرعة رد السلطات المغربية في مواجهة محاولات الهجرة غير الشرعية إلى إسبانيا.