استغرب قراء صحيفة " la vanguardia" الإسبانية الطريقة التي تعاملت بها أخيرا مع موضوع التعاون الأمني الإسباني، إذ لأول مرة في تاريخها الطويل، تنشر تقريرا إخباريا تعتبر فيه المغرب أول شريك في التعاون الأمني الإسباني المغربي. صحيفة " la vanguardia" أو الطليعة معروفة منذ زمن طويل باختيار خط تحريري قوامه العداوة للمغرب، ولم تتعامل في يوم من الأيام بموضوعية مع هذا البلد، وكانت لا تدع الفرصة تمر، بل لا تنتظر حتى المناسبات، لإعلان عدائها للمغرب ومعاداة مصالحه، ولم يفهم متتبعو هذه الصحيفة سر هذا التحول، وهو هل هو يقظة ضمير أم ضمور صنبور المال الجزائري أم فقط لأن الأمر يتعلق بالمصالح العليا لإسبانيا.
وإن كانت الحجة الثالثة هي الحقيقة فهذا وحده أيضا درس لبعض الصحفيين، الذين يبيعون وطنهم مقابل مبالغ مالية زائلة وفانية، فمصلحة البلاد فوق كل اعتبار وخارج "اللعب" أيضا.
الصحيفة، المعادية للمغرب، عبرت في مقال إخباري عن انبهارها بالعملية التي قامت بها مصالح الشرطة الإسبانية بتنسيق كبير مع المديرية العامة للأمن الوطني، والتي نتج عنها تفكيك تنظيم إجرامي خطير يعمل في الهجرة السرية، الذي كان يحاول لحظة تفكيكه إدخال مجموعة من المهاجرين من دول جنوب الصحراء إلى أوروبا عبر جزر الكناري.
وأظهرت الصحيفة المعادية للمغرب مدى التجاوب السريع للأمن المغربي مع نظيره الإسباني، بعد أن تم إشعاره بمرور موكب للهجرة السرية، فتأكد الأمن المغربي من صحة المعلومات، فجند فرقا خاصة حيث تم العثور على مهاجرين سريين في أكواخ.
ليس مهما نتائج العملية، التي تناولتها العديد من وسائل الإعلام، ولكن المهم هنا هو التحول المفاجئ في تعاطي صحيفة لافانغوارديا الإسبانية مع المغرب، حيث اعتادت معاكسة كل ما هو مغربي وكانت ترسم صورة قاتمة لهذا البلد، بل تجندت بشكل كبير للدفاع عن جبهة البوليساريو والدفاع عما أسمته تقرير المصير، وهاجمت المغرب مرارا وتكرارا.
إذا كانت الصحيفة الإسبانية صادقة في الدفاع عن المصالح العليا لإسبانيا، فإن الأمر يتطلب مراعاة هذه المصلحة من خلال اعتبار المغرب شريك حقيقي في محاربة الإرهاب والتطرف وتجارة المخدرات والهجرة السرية، ونتمنى ألا تكون مجرد سحابة صيف تعود بعدها إلى طليعة المناوئين للمغرب المساندين للانفصاليين.