أظهرت فضيحة عمر بنحماد، أستاذ الدراسات الإسلامية والقيادي في التوحيد والإصلاح، وفاطمة النجار، عضو المكتب التنفيذي، أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام للعدالة والتنمية والمسؤول الحقيقي عن حركة التوحيد والإصلاح، يعرف أين يضع ثقته ويعرف أن أي درهم صرفه من المال العام على بعض المواقع والصحف سينفعه في اليوم الأسود. في البداية لم نفهم الدفاع المستميت لموقع إلكتروني عن بنحماد، حيث تولى نشر مقالات كثيرة عن الموضوع، كلها تدافع عن بنحماد وتجيز له الفسق والفجور في مكان عام. لكن بعد بحث وتحري دقيق ظهر السبب وبطل العجب.
هذا الموقع في عمره الآن أقل من سنة، ويوم كان عمره 15 يوما فقط حظي بالسفر إلى العيون في زيارة رسمية، حيث تم استثناء مواقع لها من العمر خمس سنوات. لكن هذا الموقع المحظوظ صاحبه كان يعمل في جريدة التجديد، وتم الإيحاء له بتأسيس موقع إلكتروني، وما إن شرع في العمل حتى صبت عليه خيرات الدنيا من كل الوزارات التابعة للبيجيدي وحتى غير التابعة التي يتولاها وزراء ليس لهم شخصية قوية أمام بنكيران.
هذا الموقع يشغل اليوم 14 شخصا برواتب محترمة بينما مواقع أخرى تموت. هذا الموقع متخصص في انتقاد المؤسسة الملكية والدفاع عن البيجيدي.
والأدهى والأمر أن بنكيران لا يصرف عليه من جيبه، أي من ميزانية الحزب ولكن من المال العام، حيث يتم تخصيصه بإشهارات مهمة كافية لعيشه لمدة طويلة دون رقيب ولا حسيب ودون معايير.
المال العام الذي صرفه بنكيران على هذا الموقع هو الشجرة التي "غرسها" منذ أن كانت نبتة في التجديد حتى أثمرت وأينعت وأصبحت اليوم وافرة يستظل بها أعضاء الحزب والحركة، وتقيهم حر القيل والقال وتدافع عن ارتكابهم الفساد بكل أنواعه.
ما كتبه الموقع اليوم هو تبرير للفحشاء والمنكر بمبررات دينية، وهي أيضا واهية لأن الدين يراعي مصالح الناس ولا يجيز المفاسد التي يمكن أن تدمر عوائل بأكملها. وكما يقال عذر أقبح من الزلة.
لقد حاولوا تبرير واقعة الفساد الأخلاقي بالزواج العرفي. وهو زواج لا يقره القانون المغربي، الذي يشرف على تطبيقه اليوم وزير من الحركة بل من قدمائها.
لقد قيل الكثير عن واقعة الفساد الأخلاقي لبنحماد، وهي تسمى في الشريعة التي يزعمون الدفاع عنها زنا، لكن لم يقل شيء عن استغلال المال العام للدفاع عن الفحشاء والمنكر، الذي يرتكبه أعضاء التنظيم الإسلامي.
موقع إلكتروني يلهف المال العام بشكل غير واضح وخارج المعايير ليدافع عن "الإخوان" بشكل مستميت، وعندما تهدأ العاصفة يعود لمهاجمة المؤسسة الملكية.