واهم من يعتقد أن الديبلوماسية المغربية، بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بقمة أديس أبابا، ستخلد للراحة. هذا ما حاول فرنسوا سودان توضيحه في مقاله الأخير بمجلة جون أفريك الصادرة بباريس. وقال سودان، الكاتب الفرنسي المعروف، إنه ما كاد يعود من أديس أبابا، حتى شرع الملك محمد السادس، يوم 16 من فبراير الجاري، في جولة أخرى جنوب الصحراء على خمسة مراحل، وذلك من أجل الدفع بالتاريخ إلى الأمام بناء على ثلاثة مرتكزات، أولها، أن مستقبل المغرب هو الجنوب، وثانيها، أن المملكة غير مرتاحة لوضعية الجمود حول قضية الصحراء المغربية، وثالثها، أن المغرب وخلافا لجارته الجزائر، في ميدان السياسة الإفريقية، يتميز بالحركة الدائبة، والخلاف بين الملك الحركي البالغ 53 سنة والرئيس الجامد البالغ 80 سنة.
وعاد سودان ليوضح تباينا آخر بين حركية الملك الذي لا يخلد للراحة مدافعا عن مصالح بلاده، الذي يعمل بطاقة قوية، والذي يلتقط صوره يوميا هواة السيلفيات المذهلة، مما يجعله كل يوم تحت الأضواء وبين الطبقة السياسية المغربية. وأوضح سودان أنه بينما يتحرك الملك توجد طبقة سياسية مشلولة بخلافاتها الذاتية غير المشروعة وغير الواعية بالمشهد البئيس الذي تقدمه للمواطنين. قرابة خمسة أشهر على الانتخابات التشريعية، وما زال بنكيران غير قادر على تشكيل حكومته.
لقد بدأت هذه الكوميديا بالتشويق وانتهت بالغضب. اليوم لم تعد هذه المفاوضات المبنية على العبوس والتشدق تعني أحدا، وتتواصل في غياب أي اهتمام.
بعد كل هذا، فإن صورة الملك الذي يجوب القارة على طائرته تحتاج حتما إلى حكومة قوية ورائدة. هنا حيث لو كان والده لضرب بقوة على الطاولة، فإن محمد السادس يترك اللعبة الحزبية تسير إلى مداها.