“تسبب ثور بهوارة في إغلاق أبواب بلدية الكردان، ومنع الدخول أو الخروج منها. هذا الثور قام في حالة هيستيرية وغضب بثورة على المجلس البلدي للكردان احتجاجا على احتجازه مدة تجاوزت كل الحدود. هي محنة عجل اعتقل بالمحجز البلدي منذ يوم 19 نونبر 2012 ، فكسر قيوده يوم الثلاثاء، ثم شرع في الجري والصراخ داخل البلدية ومحجزها لعدم وجود أي فاصل بينهم، لم يتمكن الحارس من توقيفه وهو في حالة جموح، فأغلق أبواب البلدية والمحجز الموصول معها، ثم تسلق الجدار مكتفيا بمتابعة المشهد من الأعلى. واضطرت البلدية لاستدعاء جزارين من ذوي الخبرة لتوقيف الثور عند حده. محنة ثور هوارة مستمرة بالمحجز البلدي بالكردان منذ سنة ونصف عند إدخاله ” سجن البلدية” من قبل مركز الدرك الملكي بالكردان. وطيلة هذه المدة ظل محروما من الحركة واللقاء والتناسل مع فصيلته، وانعكس ذلك على سلوكه وتصرفاته فكانت هذه الغضبة. يعيش هذا الثور على نفقة المجلس البلدي للكردان بهوارة، يبتلع 45 درهما في اليوم، إلى جانب تناوب عونين بلديين على حراسته بالليل كما بالنهار خصوصا أن المنطقة معروفة بظاهرة »الفراقشية»، فزوار الليل يسرقون البهائم والأغنام، جهارا وبسببهم بقي هذا الثور مجهول الهوية. نزل الحيوان ضيفا وطال مكوثه، فتوترت الأوضاع بالبلدية وأصبحت قضيته مشكلا يناقش بين الأعضاء لا يقل عن باقي المشاكل البلدية اليومية. توفر له البلدية العلف والكلأ والماء،وسبق أن دخل في حالة مرضية، مرفوقة بالإسهال، وخشى المجلس موته هذه المرة، فبادر إلى استدعاء طبيب بيطري لمعاينة حالته الصحية، وتم تغيير علفه من الفصة والبرسيم إلى المواد العلفية الجافة مثل النخالة والتبن والشعير ما ضاعف من المصاريف اليومية المخصصة للعلف. ووفق تقديرات أولية فقد ابتلع من ميزانية الجماعة 22 ألف درهم، من الأعلاف دون احتساب راتب الحراس. اختطف العجل في ظروف غامضة من قبل »الفراقشية» في عز الليل من حظيرة مازال مالكها مجهولا، واعتقل الدرك الملكي بالكردان 3 جناة، قضوا عقوباتهم بينما يبقى مصير العجل الضحية معلقا بالمحجز البلدي للكردان. وفي ظل ارتكان »الفراقشية» الثلاثة إلى صمت القبور، يظل الثور محتجزا إلى أن يظهر مالكه، فشلت كل جهود الدرك والسلطات المحلية في العثور على مالكه، وقام المجلس البلدي بمراسلة وكيل الملك بابتدائية تارودانت خلال مناسبتين من أجل اتخاذ أي إجراء في حق هذا العجل الذي أصبح ضيفا ثقيلا على البلدية، لكن النيابة العامة ظلت تغض الطرف متجاهلة رسائل البلدية.
