دعا السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، الذي كان يتحدث في إطار النقاش العام حول الشق الإنساني في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، إلى إحصاء وتسجيل الاشخاص النازحين. وأوضح هلال حسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن » البلدان المضيفة للاجئين مدعوة إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية، والسماح بالوصول الحر ودون عوائق إلى السكان المتضررين من أجل إحصائهم وتسجيلهم وتقييم احتياجاتهم الحقيقية ». وتعليقا على هذه المبادرة أكد عبد الصمد بلكبير الاستاد الجامعي والمحلل السياسي « أن الأمر غير جديد على إعتبار أن المغرب كان دائما يطالب بتحديد المعنيين بأمر الانفصال ». وتساءل بلكبير قائلا « لا أدري ما هو الجديد من الناحية الشكلية هذه المرة في هذه المبادرة، هل هناك إشارة من جهة ما على الصعيد الدولي للمغرب بأن هذه المرة يمكن أن ينتج عنها قرار، ولكن ما أعرفه هو أنه ليس بالأمر الجديد ». وأوضح بلكبير في حديثه « لفبراير.كوم »، أن هذا الهجوم الدبلوماسي المغربي يوازي الهجوم الدبلوماسي الجزائري الذي يركز على قضية حقوق الإنسان كمدخل لتغيير موازين القوى، مؤكدا أنه إذا استطاع المغرب أن ينجح في هذا التصعيد سيكون مهما، لأسباب متعددة منها أن الانفصاليين يضخمون من الأرقام وبالتالي يوحون بأن هناك فعلا « شعب » والحال أن الأمر لا يتصل بشعب وإنما بجماعات قبيلة محدودة العدد. والمسألة الثانية حسب بلكبير تتصل بقضية أن هذا التضخيم في الأرقام ليس هدفه فقط من قبل البوليساريو مسألة سياسية بل أيضا مسألة تمويلية، لأن كلما ضخمت سيستدرون مساعدات مالية وغدائية وإنسانية حقوقية أكثر. وأضاف بلكبير أن العنصر المهم أيضا في هذه العملية هو فرز بين من هم فعلا من أصول صحراوية بمعنى جنوب المغرب، وبين الوافدين من مختلف أصقاع الصحراء سواء من مالي أو موريتانيا أو حتى من التشاد من الرحالة من جهة أخرى، ومن الذين يسترزقون أيضا من مناسبة يستفيدون فيها من مساعدات إنسانية. وشدد بلكبير على أن كل الأهذاف السابقة الذكر ترتبط بالهدف الرابع والأهم الذي هو إذا أضطر المغرب بقرار ما من مجلس الأمن تحت البند السابع لإجراء الاستفتاء، فسنعود إلى النقطة الصفر التي هي من له الحق في التصويت. وختم بلكبير كلامه بالقول أن هذه الخطوة التي لا أعرف تفاصيلها طرحت عدة مرات، ولا أعرف هل هناك شيء جديد في هذا الطرح، معتبرا أنه لا يمكن أن يكون ذلك إلا إذا أشر على المغرب من طرف أصدقاءه على الصعيد الدولي بهذه المبادرة، فعندئذ ستكون مبادرة محمودة، إن لم ترفق في أهميتها الهجوم التكتيكي الجزائري في موضوع حقوق الإنسان .