بعد حالة الصمت التي سادت بيت مصطفى الكنتاوي أحد ضحايا انفجار السخان المائي بالمدرسة الوطنية للطاقة والمعادن في يوم جنازة الفقيد، ارتأينا معاودة زيارة العائلة للوقوف على حجم الخسائر المعنوية التي خلفتها وفاة معيلهم الوحيد. ملامح متصدعة بالألم وحي أصابته تجاعيد الفقر أول صورة التقطتها عدسة كاميرا « فبراي »ر، تجلت فيها مظاهر البؤس والفقر، فجدران المنازل متصدعة، تخالها قريبة الانهيار، والأصوات التي نسمعها عبارة عن نصائح بالانتباه لأغراضنا، كأنها تخبرنا بأن الحي الهامشي لا يفرخ سوى قطاع الطرق والسارقين الذين سرقت منهم الدولة أحلامهم، وأزقة الحي الضيقة توحي بضيق يعيشه سكان الحي يوميا، وأضيف له، ضيق أسرة الكنتاوي يوم الإثنين. دموع لا تنتهي لم يستطع ميكرو « فبراير » الحصول على كلمة من لبنى زوجة مصطفى الكنتاوي في اليوم الأول، نظرا للحالة المزرية التي كانت عليها. تحدث لبنى إلينا في اليوم الثاني وهي تحكي بمرارة معنى فقدان شريك حياتها الذي شهدت أسرته بأن علاقتهما كانت فريدة وخاصة، « كانوا ديما كيبانو لينا صغار، واخا عندهم 3 دالبنات كبار » تقول ابنة خالة مصطفى. لم تكتمل فرحة لبنى وبناتها بعمل مصطفى الذي عين قبل حوالي شهرين حارس أمن بالمدرسة الوطنية للطاقة والمعادن، حتى فوجئوا بخبر وفاته، « ما فرحناش بالخدمة ديالو، كان غير كيبريكولي، وملي خدم في المدرسة فرحنا وقلنا يالاه غيتهلا فبناتو » تضيف لبنى. مطالب بإنقاذ أسرة الفقيد أكد أفراد عائلة الكنتاوي أن الأسرة الصغيرة للفقيد قد تجد نفسها بلا بيت يأويها في أي لحظة، خاصة وأن المنزل حيث تقطن هو عبارة عن منزل يشترك فيه « الورثة »، وأضافت ابنة خالة مصطفى على الشركة والإدارة أن تتحمل مسؤوليتها فيما جرى لابننا، خاصة وأن الجميع يشهد أن الوفاة ليست مجرد حادث وإنما ناتجة عن إهمال الإدارة للصيانة اللازمة للسخان. وناشدت المتحدثة كل من سمع بقصة مصطفى أن يبادر لمساعدة أسرته وبناته (في سن التمدرس) وأمه الضريرة والمصابة بالزهايمر.