بعد أشهر من إلتزامه الصمت على إثر إعفائه من رئاسة الحكومة، عاد عبد الاله بنكيرن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بقوة في خطابه الأخير أمام شبيبة حزبه بمدنية فاس، والذي توقف فيه عند الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش. وقال الباحث مصطفى بوكرن في تصريح ل « فبراير.كوم »، عن سر سخونة خطاب بنكيران، أن هذا الأخير شعر أن خطاب العرش يقيم مسار الأحزاب منذ 7 أكتوبر، وأن هذا التقييم معني به مباشرة :«بل إن المتتبع لا يحتاج إلى مزيد تأمل ليعرف أن هناك فقرات تعني بنكيران مباشرة» ». ويميز مصطفى بوكرن في كلمة بنكيران حول المؤسسة الملكية بين مسألتين: المسألة الأولى تتعلق بالملكية باعتبارها نظام سياسي لها شرعياتها المتعددة، وهو هنا يعتبر الموضوع محسوما ويدعو المغاربة إلى التضحية من أجلها، أما المسألة الثانية والتي تهم الملك كشخص والذي قال عنه إنه شخص يمكن أن يصيب ويمكن أن يخطئ، واستدعى في هذا السياق كلمة للملك الراحل الحسن الثاني الذي أجاز نقد الملك في حالة الخطأ لكن في حدود اللياقة والأدب. وأكد مصطفى بوكرن، أن كلمة بنكيران الأخيرة تسير في هذا الاتجاه، أي أنه يضع المسافة المحترمة بينه وبين نظام الحكم، لكنه يعبر عن اختلافات معينة بينه وبين الملك في حدود الأدب واللياقة، ولعله، يضيف مصطفى بوكرن، يريد أن يخبر الرأي العام ومن يهمه الأمر أنه كان على خلاف في قضايا معينة مع الملك حينما كان رئيسا للحكومة.. وأكد الباحث بوكرن أن هذه الازدواجية تأكدت في تعاطي بنكيران مع الخطاب، حينما قال بأسلوبه المعهود أنه لن يعلق على الخطاب، لكنه عاد لينتقده وفي بعض الفترات بقوة، حيث تفاجأ المتابع من جرأة بنكيران في النقد والانتقاد، ومن ذلك دعوته إلى فتح تحقيق حول المسؤولين عن «البلوكاج» حينما كان رئيسا لحكومة مكلفا بتشكيل الأغلبية الحكومية، وليس فقط التحقيق في المسؤولين عن تأخر مشاريع الحسيمة، كما جاء على لسانه. وتتأكد ازدواجية خطاب بنكيران حينما عاد وعدد أفضال الملك، منها رفضه تزوير انتخابات 2002، ورفض حل الحزب سنة 2003، حيث قال بنكيران للملك: » جزاك الله خيرا ». وخلص المتحدت أن خطاب بنكيران يجمع بين المتناقضات، يقسو مرة ويلين مرة أخرى.