علاقة بالجدل الذي صاحب نقل 15 قاصرا بمدينة سيدي قاسم الى المستعجلات قبل أيام بعد ممارستهم للجنس على حمارة « مسعورة »، قال أحمد تهازي، رئيس جمعية الدفاع عن الحيوانات والطبيعة، أن العنف الجنسي ضد الحيوانات يوجد أيضا في المدن »، مشيرا في تصريح لأسبوعية « تيل كيل » الى أن الجمعية تعالج كلاب، وقطط ضحايا الاعتداءات الجنسية ». في سنة 1953، نشر الدكتور الأمريكي، كينسلي، تقريرا مرجعيا حول الممارسات الجنسية المنحرفة ضد الحيوانات، حيث كشف الدراسة أن 17 في المائة من القاصرين الأميركيين في المناطق القروية مارسوا الجنس على الأقل مرة واحدة مع حيوان ». وبحسب الخبير الأمريكي فان الكثير من الأطفال مارسوا الجنس مع الحيوانات لأنهم يعتقدون بأن زملائهم فعلوا نفس الشيء ». هذا التحليل ينطبق أيضا على واقعة سيدي قاسم، التي أظهرت، بحسب المتخصص في الأمراض الجنسية، عبد الرزاق مسعيد، الذي قال أن الحاجز بين الاضطراب النفسي، والتقليد، حاجز هش، مؤكدا أن » ماوقع يعكس انحرافا جنسيا لأن الحيوان صار في حادثة سيدي قاسم موضوعا للإثارة الجنسية، وهو ما يطلق عليه « الانحراف النفسي الجنسي »، مشيرا الى أن الحيوان في واقعة سيدي قاسم اعتبر بديلا للكبت الجنسي لدى هؤلاء القاصرين ». وأبرز عبد الرزاق مسعيد أن » هؤلاء الشباب يعيشون في عالم، حيث يمنع عليهم ممارسة الجنس خارج إطار الزواج. هذا الكبت واضح في ما وقع ويؤكد أن الجنس الذكوري شيء مادي، كما أن النساء عادة ما يكن أكثر حساسية وعاطفة، مدللا على ذلك باختراع الدمية، التي صنعها للاستجابة للحاجة المادية للذكور ». تعاقب المواد 601، 602 و 603 من القانون الجنائي بشدة على أفعال « التسمم والتشويه والقتل » الممارسة على الحيوانات وفقا لمعايير معينة، لكنها لم تشير الى الاعتداء الجنس. لذا تعمل جمعية الدفاع عن الحيوانات والطبيعة على مشروع قانون لمعاقبة هذه الممارسات والأفعال التي تمارسها على الحيوانات. الباحثة آمال البكري تؤكد على أهمية إيلاء التربية الجنسية في المجتمع المغربي أهمية قصوى لتفادي حوادث مماثلة لما وقع في سيدي قاسم، مبرزة أن تحسيس الشباب بالوسط البيئي الذي يعيشون فيه أمر مهم للغاية، لأن أغلبهم يعتبرون أنفسهم مهمشون، ومبعدين من باقي أفراد المجتمع، وهي الوضعية التي تفسر الحقد الذي يسكنهم تجاه الحيوانات »، على حد قولها. في بلد لازال فيه موضوع حقوق الحيوانات في مراحله الأولى، تبدو إشكالية ممارسة الجنس على الحيوان بعيدة عن اهتمامات الحكومة. بالنسبة لآمال البكري الواقعة تشكل مرحلة لتغيير العقليات، وفرصة لمنح الحيوان وضعا خاصا ». وفي انتظار ترسيخ ثقافة حقوق الحيوان في المغرب، يبدو أن حمارة سيدي قاسم ستصبح « رمزا » يعكس لمعاناة الحيوانات في البلاد، لكن من الواضح أن الجمعيات التي تشتغل في هذا المجال لن تبقى مكتوفة الأيدي رغم أن مثل هذه المواضيع لازالت تدخل في اطار الطابوهات، أو المحرمات الاجتماعية.