قالت صحيفة « الواشنطن بوست » الأمريكية، ان » الأحداث التي شهدتها الريف خلال الأشهر الماضية، تطرح عددا من الأسئلة حول ما يسمى ب »الاستثناء المغربي »، ومقولة كون النظام المغربي أكثر الأنظمة « استقرارا » في العالم العربي. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الطريقة « الوحشية » التي قتل بها السماك محسن فكري، هي التي أخرجت ساكنة الريف للاحتجاج في الشوارع، مما حوله اليوم الى شخصية « رمزية » للحراك الشعبي »، مؤكدة أن المسؤولين المغاربة، والحلفاء الأجانب للنظام لديهم مصالح في الحفاظ على الوضع القائم في البلاد، كما أن مقولة « الاستثناء المغربي » نابعة من الشرعية الدينية للنظام الملكي، حيث ينظر للملك، أمير المؤمنين، كضامن للاستقرار، وهو ما يفسر انتقاذ المواطنين للمسؤولين المغاربة، والشرطة دون أن يشمل ذلك المؤسسة الملكية. « الواشنطن بوست » اعتبرت في مقال حمل توقيع « فيش سكتهيفل »، الباحث في معهد البحث في السياسة الخارجية، والذي يحضر أطروحة دكتوراه بجامعة أكسفورد حول التيارات الإسلامية في المغرب والجزائر »، أن نمو الوعي السياسي لدى المغاربة قد قلص من الهالة التي لطالما أعطيت للقصر، ووضع استقرار النظام على المحك، و محل شك »، مضيفة أن » هذا الوضع دفع بالسلطات الى استعمال أسلحته « الناعمة » ممثلة في وسائل اعلام تابعة له، من أجل تشويه صورة متظاهري الريف، واتهامهم بالانفصال، وخدمة أجندة خارجية، وكذا اعتقال صحفيين، وقمع النشطاء. وخلص الباحث الى القول : من المؤكد أن الكثير من المغاربة يحبون الملك، في حين لازال البعض الآخر مشغولا بلقمة العيش اليومية، لكن مكونات « الاستقرار »، و »التوزان » المغربي لازالت محط شك: فالخوف من الفوضى التي تعم المحيط الاقليمي، وحرمة النظام الملكي، وعدم اكتراث الشعب بتجاوزات النظام، أصبحت أمورا لا يمكن الدفاع عنها. والربيع العربي علمنا درسا، هو أن العديد من الأنظمة المستقرة تحافظ على توازن دقيق، حتى تصل الى مرحلة لا يمكنها أن تحافظ على ذلك ».