نوه محفوظ السماهري، الكاتب العام لجمعية باحثاث وباحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بمبادرة المندوبية السامية للتخطيط الرامية إلى التراجع عن السؤال المتعلق باستعمال حرف تيفناغ، والوارد ضمن الأسئلة الموجودة في الاستمارة المتضمِّنة للأسئلة التي ستُطرح على المواطنين، خلال الإحصاء العامّ للسكان والسكنى، المزمع انطلاقه يوم فاتح شتنبر القادم، مبرزا أن المندوبية انتبهت بالفعل لهذا السؤال، لأنه سيطرح إشكالية كبيرة. وأضاف السماهري ل"فبراير.كوم"، قائلا: "الآن لا يمكن لنا إلا أن نثمن هذه المبادرة، على اعتبار أن طرح سؤال تيفيناغ سيشوش على الإحصاء، ثم أن موقف المندوبية، يؤكد أنه لا وجود لأية نية مبيتة اتجاه الأمازيغية، وبالتالي استجابت للضغط الذي مارسه المجتمع المدني في هذا الإطار". وتساءل السماهري، ما الفائدة من طرح سؤال "تيفناغ" في الإحصاء، في الوقت الذي يعتبر هذا الأخير حديث العهد؟ مشيرا أن السؤال كان يتوخى مدى انتشار الحرف، ويعني أن هذا السؤال لا يمكن أن يكون موضوعيا، لأنه ما زال حديث العهد، فضلا على أنه ليس هناك استعمال للحرف في المدرسة العمومية، حتى وإن تم وضع السؤال، لن يتم تأويله تأويلا سلبيا، لأنه غير متوفر على مستوى التعليم الأفقي وكذا التعليم العمودي، مما يعني أنه لا جدوى من طرحه أمام هذه المعيقات كلها، ولا يمكن أيضا لهذا السؤال أن يعرف نتيجة مدى انتشار الحرف في ظرف وجيز. وتجدر الإشارة إلى أنه قد جاء في مذكرة المندوبية السامية للتخطيط، بخصوص حرف تيفناغ المتضمن في أسئلة الإحصاء العام للسكان والسكنى أنه "يجب الاكتفاء بطرح السؤال حول اللغات المَقروءة والمكتوبة على الشخص المستجوَب دون التفاصيل في الحرف الذي يكتب به هذه اللغة، التي يصرح أنّه يقرؤها ويكتبها، ولذا فإنّ الإشارة إلى حرف "تيفيناغ" الواردة بين قوسين بالاستمارة، قد أصبح غير ذي موضوع ولا يجب أخذه بعين الاعتبار، وإنما الاقتصار على ما يُصرّح به الشخص فيما يخصّ معرفته للقراءة والكتابة باللغة الأمازيغية".