يبدو أن صفة " آخر من التحق " في صفوف رجال ونساء التعليم والتي سار عيها العرف، غدت ثابتة ، إلى أن أصبحت ملزمة ومتوافق عليها من قبل كل الفرقاء والشركاء التربويين . أقول تبدو هذه الصفة مثيرة للكثير من الجدل الذي لا ينتهي لشيء ، ويستمر تصريف الفائض ، طبعا خدمة للصالح العام ، ومراعاة لفلذات أكبادنا وهي تخطو على الطريق . وفي المقابل ، لا أحد من أطر التعليم يعاكس ذلك . لكن أن يتم التصريف بكيفية سريعة ودون مراعاة الجوانب النفسية والاجتماعية لفئة القسم ، فيه ما فيه ، من الحيف المركب الذي تتعدد مظاهره وألوان معاناته . الشيء الذي يقتضي الجلوس لمائدة الحوار المتواصل عوض الاشتغال الفردي والدائري الذي يعمق الهوة ويرسب الخيبات إلى حين أتحدث هنا عن قرب، باعتباري أعاني من هذه اللعنة اللبقة التي تسمى ب " آخر من التحق " منذ انتقالي إلى ثانوية الكندي التأهيلية بالفقيه بن صالح سنة 1999 ، أقول منذ ذلك الحين وأنا أعبر من ثانوية إلى أخرى بالمحيط ، بل أكثر من ذلك بالإمكان تصريفي كفائض و في منتصف السنة الدراسية . وعلى الرغم من كثرة المتاعب الملحقة بي كإطار قبل الإنسان التي تصل أحيانا إلى حد سوريالية المشهد الذي لا يليق إلا بوضعية مختلة حد الاختناق العمل في الحقل التعليمي التربوي يختلف عنه في إدارات أخرى ، لأنه ليس عملا تقنيا، ولا آليا ؛ بل يدخل ضمن ما هو إنساني . وبالتالي يحق بعض الحوار والإنصات المتبادل حتى لا نتحول إلى كرات لضربات عشوائية لا تلتفت ولا تقيس ، فتفيض الأضرار في كل الاتجاهات طبعا .. ويصل التدحرج إلى هذه السنة ( سنة المشاورات والتشخيص ) ؛ وفي سياق سد الخصاص في مادة اللغة العربية في نيابة الفقيه بن صالح ، تم تكليف أستاذ دون أن يكون فائضا على إثر الاستجابة لطلبه ، بثانوية الموحدين بجماعة الخلفية ( نيابة الفقيه بن صالح ) . فقوبل ذلك ، بطعن من قبل الأستاذ عبد الغني فوزي الفائض الأصيل بثانوية الكندي التأهيلية ، والتقدم في الحين ، بطلب التكليف بمهمة ، بنفس المؤسسة ، مكان الأستاذ المكلف ، استنادا إلى المقاييس المعمول بها . وعوض أن نختار السبيل الفردي ، والعمل في الظل الذي لا يليق إلا بالخفافيش ، تكلفت النقابة التي أنتمي إليها بعرض ملفي ، وخاضت في شأن ذلك مقابلات مع السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالفقيه بن صالح الذي أقر بأحقية الملف والطلب ، لذا وجب إعادة المياه إلى مجاريها . فالتزم شفويا بتكليفي أمام أكثر من ممثل نقابي . وأني على حد تعبيره سأتوصل بالتكليف في غضون يومين من تلك المقابلة . لكن التكليف لم يصل ، والسيد النائب أخل بالتزامه ، فكنا كإطار نقابي وإطار تربوي خاضعين لمنطق التسويف والمراوغة ، لتثبيت الأستاذ المكلف في تلك المهمة ؟؟ . والحال بعد أن فشلت النيابة في شخص نائبها وما فيها ، بالأدق مصلحة الموارد البشرية في شخصها المكلف بالتكليفات والذي أبدا تعاطفا وميلا غير مفهوم للأستاذ المكلف ، أقول بعد أن فشلت النيابة في إقناعي بالتكليف الجديد بثانوية بئرانزران بالفقيه بن صالح ، والحفاظ على صاحبنا المكلف هناك في السر ، تم توقيف ذلك ، واختيار تكليف من خارج الجماعة ، وهو الأصل . لكن ، لما كل هذه الدوامة ، ولما التستر والدفاع بكيفية مقنعة للحفاظ على الأستاذ المكلف ؟ . لم الالتزام (تطبيقا للمعايير بموضوعية ) والتراجع هكذا ؟:؟ . وليعلم السيد النائب أن الأمر بالنسبة لي ، لا يتعلق بتكليف عمر أو زيد ، بل بالموضوعية واحتقاق الحق و الالتزام ..وكلها مفاهيم نسعى إلى تشريبها لأطفالنا ، لكن نخطىء الحساب معها نحن الكبار . وإنها في الميزان بالنسبة لكل مسؤول ، جدير بالمحاسبة كنت أظن وأنا الذي التصقت بي صفة الفائض وحملتها على أعصابي وجلدي لسنوات ، أني أهل لهذا التكليف دون هذا التضخيم غير المبرر كرغبة تأججت بكامل العقل أمام الانتهازية واللعب الخلفي . وعوض إحقاق الحق والإنصاف تحول الأمر إلى معركة مشحونة بالعواطف وما خفي كان أعظم . نعرض لتفاصيل هذه الواقعة الصغيرة ، بعد أن استعصى الحوار الذي حولته النيابة السالفة الذكر إلى " تعاويذ " ، في انتظار توسيع الدائرة العاقلة . وبه وجب الإعلام ، والسلام