حميد البُصري / ف.ب.ص أونلاين : شبح القروض : حكايات المواطنين مع شبح القروض البنكية كثيرة ومتعددة، فبسبب القروض، يحدث الطلاق، ونتيجة لذلك تُشرَّد الأُسَر وتتناسل المشاكل، والأكثر من ذلك أن بين الأشخاص من يفضلون الانتحار، بدل العيش طوال حياتهم رهينة للقروض البنكية.. موظفون ومعلمون ومهندسون تحولت حياتهم إلى جحيم، والسبب، دائما، هو تراكم القروض البنكية، إلى درجة أن الشخص عندما يقترض من البنك يعتقد أنه سيحل مشاكله المادية، لكن الذي يحصل هو أن هذه المشاكل تزداد استفحالا ويتردى وضع المقترِض المادي أكثر مما كان عليه في السابق... حكايتين بين سوق السبت و بني ملال : لم يكن معلم بمدينة سوق السبت يتصور أن حياته ستتحول إلى جحيم، إلى درجة تجعله يستعجل الموت، بدل أن يعيش تحت«رحمة» البنوك، بسبب القروض التي تراكمت عليه، وجعلت أجرته تختم ب 0 درهم حتى أصبح يعمل من أجل دفع الإتاوات الشهرية المفروضة عليه، وليس بهدف جلب لقمة العيش لأولاده... بدأت "قصة" هذا الرجل مع«الكريدي» مع القروض، بسبب المديونية التي ناهزت 300 ألف درهم حسب تصريحه، والتي سبب تراكمها عدة عوامل أهمها مرض زوجته المزمن ومرض ابنه الذي يعاني من أزمات نفسية حادة، إضافة لكونه ضمن أحد أصدقائه في مبلغ هام، غير أن الشخص الذي ضمنه قد توفي وبقي الدين في ذمته مما عقد أموره المادية والمعنوية والاجتماعية. لم يتبق لهذا الرجل سوى اللجوء إلى الشارع للتسول ومناشدة زملائه في المهنة وأصدقائه للمساعدة لسد رمق عائلته. قد تكون تجربة هذا المعلم قاسية. لكنها لم يكن الأولى أو الأخير الذي اقترف خطيئة الاقتراض. وجدت موظفة في مدينة بني ملال نفسها في مواجهة القروض مع أكثر من مؤسسة بنكية، بعدما طلقها زوجها الذي كان سببا رئيسيا في هذه القروض، والذي استفاد منها أكثر من زوجته، لأنه حصل على سيارة وأموال لدفع بعض القروض التي كانت في ذمته. مع تراكم الاقتطاعات الشهرية على زوجته، إلى جانب بعض المشاكل التي طفت على سطح علاقتهما الزوجية، لم يجد الزوج حلا آخر غير أن يُطلِّق زوجته، ليتخلص من المشاكل التي أحاطت بالأسرة، لتنضاف معاناة أخرى إلى معاناة القروض... اختفى الزوج، بعد أن طلق زوجته، التي رفعت دعوى قضائية ضده تطالبه فيها باسترجاع السيارة التي اشتراها بفضل قرض باسمها.. وبما أن وثائق السيارة باسم زوجها، فإنه يصعب على هذه السيدة أن تسترجع السيارة.. أبت المشاكل أن تفارق هذه السيدة، والتي دخلت في صراع مع المرض الذي أقعدها عن العمل، وهي تعيش الآن رفقة أسرتها الصغيرة، في ظل معاناة كبيرة، بسبب تراكم الديون، من جهة، وبسبب وضعها الصحي، من جهة ثانية... من يتحمل المسؤولية ؟ تتسبب القروض، في أحيان كثيرة، في تشرد أسر بأكملها، كما تدفع ضحاياها أن يعيشوا بقية أيامهم تحت رحمة الأبناك.. هناك قصص لعدد من الأشخاص يوزعون راتبهم الشهري كله على البنوك، بسبب كثرة القروض، مما يجعلهم يعيشون ضائقة مالية منذ بداية الشهر، وهذا من شأنه أن يتسبب في مشاكل كثيرة، خصوصا داخل الأسرة، التسأل المطروح : هل جميع المؤسسات البنكية تحترم معايير منح القروض ؟