أن يكون الشخص ضد مهرجان "موازين" بصيغته الحالية ويقدم معطيات موضوعية على هذا الموقف، وأن يدافع عن المهرجان إذا ما أبعد الماجيدي من تنظيمه فهذا أمر واضح دافعت وتدافع عنه "كود". صحافيوها مع الفن ومع الحرية، ولا يمكن أن يوافقوا على الانعراجات التي شهدها النقاش حول مهرجان "موازين"، ف"العدل والإحسان" و"الإصلاح والتجديد" اختارا الشعبوية في محاربة هذا المهرجان، ومنه محاربة الفن والثقافة والإبداع. لنلق نظرة عن تجليات هذه الشعبوية الخطيرة جدا كما نشرت في افتتاحية الموقع الرسمي لجماعة ياسين "الجماعة"، بدأت افتتاحيتها بحديث للرسول. آش دخل الرسول، سولوا صحاب ياسين. ثم تقدم دليلا شعبويا، فتقول أن تنظيم المهرجان يتزامن مع استعداد الطلبة للامتحانات، وتنسى الجماعة أن شبيبتها في الجامعات شنت إضرابات متوالية قد تعصف بالسنة الدراسية وتجعلها بيضاء، ثم تتحدث باسم الشعب وتقول "الرفض الشعبي العام الذي يواجه به المهرجان"، هذا أمر خطير فلم يمنح الشعب للجماعة الحديث باسمه، كما أن الشعب لم يصوت في استفتاء عام ضد المهرجان. ثم تربط، وهذا هو الأخطر في تفكير الجماعات الدينية كلها وكل الشعبويين، بين المهرجان والتوظيف، عندما تقول إن ميزانية المهرجان قد تشغل عشرات المعطلين. هذا كذب وبهتان يعلمه الجميع. هذه قمة الشعبوية واستغلال مآسي المعطلين في نقاش عقيم. فالثقافة أساسية والمهرجانات تخيف المتطرفين لأنها تسمح بحرية أكبر للشباب، وقد وظفت الجماعة التبرير الأخلاقي للحديث عن ضرورة منع المهرجان، وهذا مربط الفرس "إلهاء وتمييع وضرب للأخلاق العامة للشعب المغربي". فالجماعة والتيارات الدينية جميعها يغيظها الفن لأنه يسمح بحرية أكبر، فرصة للتحرر من قيوده، وكل التبريرات التي تختبئ وراء "الأخلاق العامة للشعب المغربي" واهية. كنت سأحترم هذه الجماعة لو عبرت عن موقفها بوضوح وقالت "إننا ضد الفن لأنه حرام في الدين الإسلامي وبأن الاختلاط حرام"، لكن أن يتكلموا باسم الشعب المغربي فلا يجوز لا لهم ولا لغيرهم. الجماعة وغيرها تريد أن تأكل الثوم بفم المغاربة، فعليها أن تتحلى بالجرأة اللازمة وتعلن عن مواقفها لا أن تلجأ إلى التقية.