هل كان محمد السادس يعلم وهو يحط الرحال بالصحراء أن عبد العزيز بوتفليقة فائز لا محالة بالانتخابات الرئاسية بالجزائر؟ لا أحد يدري... لكن تحراميات دار المخزن تجعل القول بهذا الرأي أقرب إلى الصواب، خاصة أن الملك الذي لم يزر مدن الصحراء منذ حوالي العشر سنوات كاملة اختار,و بشكل مفاجئ، قضاء هذه الأيام من شهر أبريل بفندق بالداخلة، في نفس الأسبوع الذي تجري فيه انتخابات الجار المزعج.
و كل هذا من أجل هذا... برقية التهنئة التي بعثها بها الملك إلى الرئيس البرقية التي تقول أكثر من الكثير... البرقية التي أعرب فيها محمد السادس للرئيس المريض عن "أصدق المتمنيات بموفور الصحة والسعادة والهناء". العداوة ثابتة و الصواب يكون، يقول المروك و الدزايرية، مقولة لم تمنع الملك استغلال الفرصة من أجل قليان السم للرئيس المزعج، من خلال تذكيره بحصيلة الولاية الأولى و الثانية و الثالثة، التي وصفها بالإيجابية، نكاية في الرئيس ليس إلا، ما دام قد رأى بأم عينيه، إبان زيارته الأولى و الأخيرة للجزائر العاصمة، و تجواله بأحياء القصبة، بلوزداد و باب الواد حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الجزائري. و رغم الطعون و الشوائب التي رافقت الانتخابات التي أفرزت فوز الرئيس المنتهية ولايته بأكثر من ثمانين بالمائة من أصوات الناخبين، لم يتردد الملك في الطنز على بوتفليقة من خلال التعبير عن "تقديرا الجهود الدؤوبة التي بذلها فخامة الرئيس في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار بكافة ربوع بلدكم، وإرساء ركائز الدولة الجزائرية العصرية، التي تكون في مستوى طموحات وآمال أبنائها" (كذا). المشهد الأخير عصر الجمعة 18 أبريل 2014 محمد السادس على طريقة أفلام الأكشن ينهي جزءا جديدا من الصراع مع قصر المرادية بضربة معلم, و هو يوقع البرقية ب: "و حرر في الداخلة بالصحراء المغربية". The End