اهربوا من المغرب. انجوا بجلودكم. اتركوا منازلكم وأثاثكم واركضوا لموا بقجكم واحملوا أولادكم والقليل الذي تحتاجون إليه واركضوا ألم تطالعوا الصحافة ألم تقرأوا تلك الجريدة ألم تروا ألا تقرأون الصحف ففي الثلاثاء الماضي، حذرتنا يومية مغربية محترمة جدا، في خبر رئيس يتصدر صفحتها الأولى، من طاعون يهددنا في المغرب، ضمن خطة حرب بيولوجية، من أجل تقليص معدل نمونا السكاني، مؤكدة اعتمادا على مصادرها أن هذا الوباء سيتسبب في إبادة 100 مليون شخص بإفريقيا والشرق الأوسط. وأضافت تلك الجريدة، واعتمادا على شيء اسمه منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل تقوم بتخليق فيروسات في إطار حرب بيولوجية سرية لتخفيض معدلات النمو السكاني بالعالم، خاصة بالقارة الإفريقية، لحساب الجنس الأبيض وتسهيل سيطرة اليهود على العالم. ورغم ظهور الخبر المفزع في تلك الجريدة المحترمة، والمتنافسة على احتلال المرتبة الأولى في المبيعات، فإن أحدا من المغاربة لم يفر بجلده. ولم نر طوابير طويلة تتجه إلى الحدود، ولا زحمة في المطارات، ولا استنفارا تعلنه الحكومة، ولا حملات وقائية، ولا تحسيسا بالخطر في التلفزيون. ولم يخطب الملك، ولم يتدخل بنكيران، ولم تصدر الأحزاب بيانات، ولم نوقف بطولتنا في كرة القدم، ولم نمنع السياح من الدخول، ولم نقاطع أي إقصائيات وأي موعد رياضي، ولم يخرج الجيش من ثكناته، ولم يحظر التجول، خوفا من الطاعون القادم. مرت ثلاثة أيام على الخبر، وأنتم أيها المغاربة في راحة تامة، ومطمئنون، ولا يشغل بالكم إلا فيلم نبيل عيوش. كأن الدعارة أخطر من الطاعون. وكأن لقطات من فيلم أخطر من هذا الفيروس الذي حذرتنا منه واحدة من أهم اليوميات المغربية بالخبر اليقين.. الفرار، الفرار، أيها الشعب المغربي. لا تصدقون الأخبار الصحيحة والمدعمة بالأدلة والمصادر، وترعبكم السينما. وما هو الأخطر هل الطاعون القادم والفيروس الذي يتقدم، أم نبيل عيوش. الرجل يستمتع بحياته في كان بعيدا عن الوباء، وأنتم لوحدكم مهددون في حياتكم ومعرضون لموجة الحر في المغرب، والأدهى أن الجرثومة على وشك أن تدخل لتقتل منا الملايين. ولا أحد منكم انتبه إلى الخبر، ولا أحد نقله في الفيسبوك، ولا أحد ناقشه. كم حياتكم رخيصة أيها المغاربة. كم لا تصدقون الأخبار الذي يبذل الصحفيون مجهودا كبيرا من أجل الحصول عليها. الطاعون قادم ونحن سننقرض، ومازلتم تخافون على سمعة المغرب من فيلم لم يشاهده أحد. وهل السمعة أهم من الحياة. وأي سمعة هذه بعد أن نموت وننقرص ويقتلنا ذلك الفيروس الذي تصنعه المختبرات في السر، وتستعد لنشره في بلادنا. هل الأمر طبيعي أيها المغاربة هل ما يحدث لنا يقع مثله لكل الناس في العالم ألا ترون معي أن هذا البلد أصبح على حافة الجنون ألا يجب أن نطلب النجدة ألا ترون معي أنه يجب على كل شخص مازال يتوفر على ذرة عقل أن يهرب هل طاعون في عقولنا أيها المغاربة هل نهرب منا هل نطلب مساعدة هل هذه لوثة أصابتنا أم ماذا هل هذا مارستان كبير يا إلهي يا رب ماذا نفعل ما الحل نبيل عيوش خلفنا والطاعون أمامنا والمؤامرات تطوقنا من كل الجهات أين المفر يا الله أنقذنا من أنفسنا هل مازال أمل فينا أم أننا سنجن جميعا. من يقول لنا من يشخص حالتنا.