في كثير من الاحيان أتحدث لغات لا أفقهها، وأشخبط وألخبط على أوزان نانسي وهيفا، ولم أعتقد يوما أن بداخلي جنية وعفريتة تشخبطني كلما أرادت ذلك، وحده الراقي المغربي كشف لي أنني مسكون، ورغم أني لست قصرا ولست حتى شقة سكن إقتصادي التي لم أستطع شراءها لأتزوج، فإن الجنية إختارتني لتسكنني. مرحى بكل جن العالم المتشردون، أنا هنا، خلقت من أجلكم لتسكنوني، إختاروا أي عقد تريدون، إيجار أو تمليك، أنا مستعد لتنفيذ رغبتكم، وإختاروا أي راقي تريدون لنكتب العقد. حتى إن كنتم لا تعرفون أي راقي فيكفي أن تدخلوا إلى الفايسبوك، مكاتبهم هناك، وإشهاراتهم تتوزع على صفحات العالم الازرق، ولأن الرقاة محبون للخير فإنهم يقومون بعمل الخير بدفع الاموال من جيوبهم، ورغم أن الرقية الشرعية هي شيء مجاني في الاسلام ولا مقابل مادي عليها، فإن الراقي لا يكتفي بهذا العمل فقط، بل إنه يزيد ويخرج الاموال من جيبه لدفعها للاشهارات من أجل حب الخير وإخراج الجن التي تقطننا، لكنني أرفض هذا، أرفض أن يتم تشريد الجن والعفاريت. أي حقوق الجن هذه، أين هي الهيئة الاممية لحقوق الجن، من يدافع عن الجن من التشرد، أبرقوا لهيئة الامم وأخبروها أن الجن أصبحوا مضطهدين، لا مساكن تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، ويزيد الراقي فوق كل هذا ويضرب الجن المسكين، ويأمره بالخروج لأنه لا يدفع الاشتراكات السنوية التي تجعل الراقي يدفع مترتبات الاشهار على الفايسبوك، وتشاهد الدولة هذا الجرم، ويشاهد وزير الداخلية الامر، ولا تخاف الدولة من ثورة الجن، وخروجهم في إحتجاجات عارمة للمطالبة بسكن يليق بهم، ويسكت إلياس العماري، ويبتلع لشكر لسانه، وكأن الجن ليس مخلوق، ولا يستحق أن يتم الدفاع عنه، وكأنه لا يصوت، ولا يختار من يحكمه، إمنحوهم حق التصويت ودافعوا عن حقهم في السكن، وحاربوا الرقاة. يا جن العالم، لا تخافوا، تعالوا إلي وعبؤوا محافظكم بالدولارات، وإلى الجن الخليجي، شلونك يا بعد عمري، بحبش موت أنا، شبيش يا خوي، الرقاة يطردونك، لا بأس بذلك، إجلب لي بئر نفط وتعال عندي، النفط مقابل السكن يا صديقي، وبما أنك ستجلب بئر النفط، أحضر معك بعض السياح الخليجيين، فنضرب عصفورين بحجر. لكني لا أقبل بالجني المسلم، أريد أن أجرب جني ملحد، وللاسف الراقي لا يحب الجني الملحد أو المسيحي أو اليهودي، هؤلاء يضرب مسكنهم، يسلخه بالسوط ويتعذب الجني لأن مسكنه يضرب، ورغم أنه مخلوق غازي، ورغم أن السوط يمر منه كما تمر اليد في الهواء، فإن السوط يعذبه إن كان في مسكنه، وهذا جرم في حق الجن غير المسلمة، لهذا لا أريد أن تسكنني الجن المسلمة، سأكون ملاذ كل الكفرة، وسأويكم من سوط الراقي، تعالوا إلي يا أحبتي وخذوا مسكني الفاخر، إختاروا ما شئتم لتسكنوا فيه، أعطيكم رئتي وطحالي ومصاريني لا تقطنوا بالقصور، أو فيلات الاغنياء، أنا سأكون مسكنكم للابد، وإهربوا من كل الاجساد، حتى لا يجد الراقي جسدا ليضربه، ولنرى آنذاك كيف سيدفع ثمن الاشهار. لكني رغم كل هذا أجد الراقي ركيزة من ركائز الحياة، إنه ضابط الحالة المدنية الخاص بالجن، يعرف دون أن يراهم من المسلم ومن الكافر، ويجيد أيضا أن يجعلهم مسلمين، ويفعل كل هذا وبدون مقابل، ويعيش بلا شيء، بل يدفع المال من جيبه أيضا، وفي السابق كانت الرقية مهمة للامام والفقيه، لكنها أصبحت تخصصا الآن، وأصبح الراقي يفهم كيف تكون الجن ويستطيع أن يمسك به ويحلله ويجعله مسلما، لكني تتلبسني جنية مسلمة، وأود أن اجعلها ملحدة ألا تخبرني يا سيدي السبيل إلى ذلك؟.