تبخر حلم الملاكم المغربي محمد ربيعي، في أن يشق مساره "الاحترافي" عبر نزاله الأول، الذي كان من المقرر أن تحتضنه القاعة المغطاة التابعة للمركب الرياضي محمد الخامس في الدارالبيضاء، مساء السبت الماضي، قبل أن يتم إلغاؤه في آخر لحظة، بدواعي تدخل جهات "نافذة" و"خفية" كما جاء على لسان البطل المغربي ووكيل أعماله، ليترك التساؤلات مطروحة حول هوية الأشخاص الذين تسببوا بشكل مباشر في عرقلة إجراء هذا النزال وفتح الباب أمام عديد التأويلات. جريدة "هسبورت"، حاولت أن تتقصى المسببات المباشرة لإلغاء أول نزال "احترافي" لصاحب الميدالية الأولمبية الوحيدة للرياضة المغربية في "ريو"، فأعادت الشريط إلى ما قبل الإعلان عن تأجيل أمسية 18 فبراير، ليتضح أن علاقة محمد ربيعي بالجامعة الملكية المغربية للملاكمة لم يطبعها الود المتبادل، لاسيما بعد عودة الملاكم المغربي من معسكره الإعدادي في أيرلندا، إذ أطل على متتبعيه عبر مقطع "فيديو" يتهم فيه من وصفهم ب"البيادق" داخل جامعة الملاكمة في محاولة عرقلة مساره الرياضي قبل التتويج بالميدالية الأولمبية". علاقة ربيعي المتوترة مع جامعة "الفن النبيل"، لم تقتصر عند حد الخرجات الإعلامية الأخيرة للبطل المغربي، فالأخير وجد صعوبات في تسطير مساره بعيدا عن "وصاية" الجامعة، إذ سبق له أن تلقى اتصالات لتوقيع عقد رعاية احترافي في السابق، بعد تحقيقه للميدالية الذهبية في بطولة العالم، قبل أن تتدخل الجامعة والإدارة التقنية الوطنية لإيقاف ذلك المشروع، رغبة منها في امتلاك حصرية تسويق "صورة" محمد ربيعي، إذ ذهبت حتى للتعامل مع شركة تواصل لمواكبة الملاكم المغربي في خرجاته الإعلامية بعد أولمبياد "ريو2016"، وهو ما أثر على ربيعي في علاقته مع بعض وسائل الإعلام، ففقد خلال تلك الفترة "عفويته" في مخاطبة قاعدة متتبعيه الواسعة، ووجد نفسه أمام خندق رقابة الجامعة في أي كلمة يدلي بها، كما أوضح ذلك في دردشة مع "هسبورت" قبل أيام. وبعد أن اختار محمد ربيعي أن يدخل عالم "الاحتراف"، وذهب في معسكر إعدادي مغلق في مدينة كورك الأيرلندية، تأهبا لنزاله "الاحترافي" الأول في مدينة الدارالبيضاء، لم يهنأ بال الأخير مع مشاكل الجامعة، إذ بلغ إلى علمه أن الأخيرة افتعلت مشكلا مع أخيه الأصغر حمزة ربيعي، الذي يمارس أيضا ضمن المنتخب الوطني، إذ طردته الإدارة التقنية الوطنية من الفريق المغربي المشارك في السلسلة العالمية للملاكمة الاحترافية، بذريعة مشكل انضباطي مع المدرب الكوبي المشرف على العناصر المغربية، وهو ما لم يستسغه محمد، وأسر به ل"هسبورت" حينها. وفي تواصلها مع اللجنة المنظمة لنزال الملاكم المغربي "الاحترافي"، خلال فترة معسكر الأخير في أيرلندا، توصلت جريدة "هسبورت"، إلى أن مسؤولي الجامعة ونظرا إلى ارتباطهم بحصول القناة "الرياضية" المغربية على حقوق البث التلفزي "الحصري" لكل التظاهرات الرياضية محليا، فإنها سعت إلى أن تستفيد أيضا من حقوق نزال 18 فبراير، إذ كشف شركة "نووير تو هايد" التي يدبرها الأيرلندي غاري هايد، في تواصل أحد ممثليها في المغرب مع الجريدة، أن جامعة الملاكمة أرادت أن تكون طرفا في المفاوضات مع التلفزيون المغربي، وهو ما رفضته الأخيرة، مما كاد أن يتسبب في قرار نقل النزال إلى لاس فيغاس الأمريكية عوض المغرب، وتم إخبار محمد ربيعي بذلك، حسب ما كشفته مصادر خاصة. وإن كان قدوم المغربي سعيد التغماوي، الممثل العالمي المشهور، و"مهندس" مشروع ربيعي "الاحترافي"، إلى المغرب سيهدئ من الأوضاع المتشنجة حاليا، حيث كان ضيفا إلى جانب محمد ربيعي على تصوير أحد البرامج التلفزيونية المغربية، مساء السبت الماضي، فإن زمكان أول نزال "احترافي" للملاكم المغربي يبقى معلقا، إذ تفيد مصادر خاصة بأنه سينقل إلى خارج المغرب وحدد موعده في متم مارس المقبل.