رغم أن الموهبة هي المبدأ الأوَّل التي ترتكز عليه جميع الرياضات في العالم وخاصَّة كرة القدم، إلا أن اللاعب الهولندي ذا الأصول المغربية عبد الحق نوري، لاعب أياكس أمستردام الهولندي، ليست له القدرة على مواصلة مساره الرياضي بسبب حالته الصحية وإصابته الخطيرة في خلايا الدماغ، بعدما توقَّفت عن العمل في إحدى المباريات الودية أمام "فيردير بريمن" الألماني في النمسا قبل أسبوع، ما تسبب له في غيبوبة أفقدته الإحساس بكل من حوله. نوري أو "أبِّي" كما يحلو لعشَّاقه المناداة عليه، عاش أسوأ سيناريو ممكن أن يتصوَّره لاعب واعد في بداياته، وتلقى إلى جانب فريقه صفعة قوية بعد شبه نهاية محزنة بسبب توقُّف خلايا دماغه عن العمل بعد أزمة قلبية حادَّة، جعلته يمدّد بشكل تلقائي على ملعب المباراة الودية، في صورة صدمت حتى غير المتتبعين لكرة القدم وفي مشهد تعاطف معه العالم بأسره من نجوم الساحرة المستديرة والفرق الرائدة إلى الفنانين العالميين وغيرهم. المغربي الأصل والهولندي المنشأ، وصاحب العشرين عاما، تعلمَّ مبادئ اللعبة في أكاديمية "أياكس" في العاصمة الهولندية أمستردام، وتفتقت موهبته في الفريق وهو في سن لا تتعدى الست سنوات، قبل أن يواصل العمل بجد وتفان ويشق طريقه نحو التألُّق نحو فريق الكبار، وذلك ما استغله بنجاح في أولى مبارياته الرسمية سنة 2016 أمام "فيليم تيلبورغ" ضمن مسابقة كأس هولندا، ومن هناك تنَّبأ الهولنديون باكتشاف موهبة نادرة ستحمل الألوان البرتقالية مستقبلا. من أقوى اللحظات المؤثِّرة التي عاشتها العائلة المغربية، تجمع عدد كبير من محبي الفريق الهولندي حول مكان وجوده في المستشفى، وهتافاتهم التي آلمت ولديه في واحدة من الصور التي ستبقى راسخة في أذهان كل عشاق نوري وأقربائه، وتفاعل والده مع الجماهير بطريقة جد مؤلمة. إصابة نوري تفاعل معها نجوم العالم ومن بينهم الأوروغواياني لويس سواريز، مهاجم برشلونة الإسباني والهولندي ويسلي شنايدر، والدولي المغربي مهدي بنعطية وفيصل غراس وعاطف شحشوح، إلى جانب النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام من خلال رسائل ومنشورات عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، متمنيين أن يستفيق اللاعب من غيبوبته ويعود إلى الميادين لأن مكانه الأصلي بين المدرجات وسط تشجيعات الجماهير. هي إذن حكاية حزينة يتمنَّى العالم بأسره أن تعود إلى سابق عهدها، وأن يعود نوري إلى أصدقائه وعائلته في أقرب وقت، كما أن حالته الإنسانية يجب أن تكون عبرة لجميع اللاعبين بالحفاظ على صحَّتهم والابتعاد عن أي شيء ممكن أن يعرِّضهم للأذى.