شهدت ألمانيا في وقت سابق بقاء لاعبين في ناد واحد لمدة تصل ل30 عاما، لكن الوضع اختلف الآن وأصبح متوسط بقاء اللاعب في ناد ألماني هو أقل من عامين. وقضى أوفى زيلر، 26 عاما في هامبورج، وفريتس فالتر، الذي بقي في كايزرسلاوترن 30 عاما كناشئ ولاعب محترف. اللعب ل14 ناديا في مدة قصيرة حالة المهاجم البرازيلي جوناثاس، لم تعد حالة فريدة، فاللاعب صاحب ال28 عاما تنقل حتى الآن بين 14 ناديا بداية من بلده البرازيل ثم هولندا، و5 أندية في إيطاليا و2 في إسبانيا وروبين كازان الروسي، قبل أن يحط رحاله هذا العام في هانوفر الألماني. مثله أيضا المجري بيتر جولاتشي، حارس مرمى ريد بول لايبزيج، الذي لعب حتى الآن ل14 ناديا، رغم أن سنه 27 عاما فقط، وياروسلاف دروبني (37 عاما) حارس فيردر بريمن، الذي لعب ل13 ناديا، وغيرهم من اللاعبين. وفي مقابل هؤلاء يقف رومان فايدنفيلر، حارس دورتموند المخضرم، كأكثر اللاعبين وفاء لفريقه حاليا في ألمانيا، حيث يلعب بدورتموند منذ أكثر من 15 عاما. بايرن ودورتموند الأكثر استقرارا وتقول مجلة "كيكر" الألمانية في عدد هذا الأسبوع "اللاعبون المحترفون باتوا مجالا للاستثمار وكتلا متحركة وأدوات للإعلان، وبذلك يكونون جزءًا من تجارة تثري الجميع، في حالتها المثلى". ونتيجة لهذا كله فإن أندية دوري الدرجة الأولى "بوندسليجا" والدرجة الثانية في ألمانيا، وعددها 36 ناديا، بها 934 لاعبا. وأصبح متوسط بقاء اللاعب في ناد من الأندية هو 1.8 عام، أي أقل من عامين، وفقا لنظرة ألقتها مجلة "كيكر" على عام 2017. ويبقى اللاعب في بايرن ميونيخ 3.28 سنة، وهو بذلك أكثر الأندية في ألمانيا استقرارا، من حيث كادر اللاعبين، يليه دورتموند، الذي يبقى به اللاعب في المتوسط 2.64 من السنوات. ويرى توماس أيشين، لاعب وإداري سابق، ووكيل أعمال حاليا، إن "هذا ليس صدفة فدورتموند وميونيخ لا يتحتم عليهما تحقيق عائدات انتقال، على عكس أندية أخرى تعيش قبل كل شيء على ذلك المصدر من الدخل". ويضيف المدافع السابق يورجن كولر، الفائز مع ألمانيا بمونديال 1990، والذي لعب لدورتموند وبايرن أيضا "ببساطة لا توجد أسباب كثيرة للرحيل عن الناديين". النجاح والاستقرار علاقة متبادلة وبالنسبة لبايرن خصوصا، فإنه تكاد لا توجد تقريبا فرصة للاعب، الذي يغادره، لكي يحسن من مستواه الرياضي، لذلك بإمكان نجوم عالميين مثل مانويل نوير البقاء طويلا. وفي مقابل بايرن ودورتموند، هناك أندية عديدة تعتمد على كثرة التغيير والتبديل من أجل الحصول على المال، مثل فرايبورج، الذي يشتري مثلا لاعبين بأسعار بسيطة ثم يبيعها ويكسب فيها الكثير. غير أن هناك أندية أيضا تضطر لبيع لاعبيها، حتى الذين تربوا داخل أوروقة النادي بسبب مصاعب مالية، فضلا عن وجود لاعبين يسعون للانتقال إلى ناد أكبر لتحقيق التطور الرياضي والمكسب المادي.
