يوشكُ تحركُ آلةِ المغرب الديبلوماسيَّة أنْ يضحيَ رديفًا لشهر أبريل، الذِي تعرضُ فيه قضيَّة الصحراء على مجلس الأمن، سواءً لإطفاء حريق، يشعله مقترحٌ بشأن المينورسُو، أوْ لتدارك تقريرٌ أممِي يرجعُ بالملفِّ الشائك سنواتٍ إلى الوراء، وقدْ تحدث بلغة تقرير المصير وتصفيَة الاستعمار، فِيمَا يشِي أنَّ أعطابًا لا زالت تسمُ اشتغال محامِي المملكة فِي الخارج، الذِي قالَ السياسي الإيطالي، جوليانو أندريونتي، ذات يوم، إنهُ فاشلٌ في الذود عن قضيَّة عادلَة. تعيين الملكِ محمدٍّ السادس، عمر هلال، خلفًا، في الآونة الأخيرة، لسابقهِ محمد لوليشكِي، سفيرًا لدى الأمم المتحدَة، في نيويورك، كانَ دليلَ استياء من ممثل المملكة لدى أكبر هيئة أمميَّة، عجز فيها عنْ ضمانِ خروج بان كي مون بتقرير متوازن، فكانَ الإيذان بحزم الرجل حقائبه، وإقفاله راجعًا إلى البلاد. منابرُ إعلاميَّة قالت إنَّ وقعَ تعيين هلال، بصورة مستعجلة، سفيرًا جديدًا للمملكة، قبل انعقاد مجلس الوزراء، لمْ يكنْ ذَا وقعٍ هين على لوليشكِي، كمَا على أقاربه الذِين لمْ يستوعبُوا الاستغناء عنهُ في فترةٍ حرجةٍ، ذاكرِين أنَّ زوجته أصيبت بانهيارٍ عصبِي على إثر علمها بالقرار. خروجُ الأمين العام للأمم المتحدَة، التِي مثلَ لوليشكِي المغرب في أروقتها، بتقريرٍ أثار غضب الرباط، وقدْ تحدث عن تقرير للمصير، ولزوم آليَّة لمراقبة حقوق الإنسان، فضْلًا عن إثارة استغلال المغرب ثروات أقاليمه الجنوبيَّة، وإجراء ملك المغرب اتصالًا مع بان كي مُون للإخطار بتداعياتِ التقرير على مجمل انخراط المملكة في مسلسل أممِي للتسويَة، زيادةً على تعيين هلال خلفًا، أمورٌ تقود إلى إبانةٍ عجزٍ لديبلوماسية المغربِ بنيويورك فِي الاشتغال على نحوٍ يجنبُ المغرب المتاعب الإضافيَّة، لتلك الأسباب مجتمعةً يحلُّ لوليشكِي بنادِي "النازلِين" هذا الأسبوع في هسبريس.