والحقيقة هي أن موقع الفقيه (إن كان مجتهدا وليس مجترا) يوجد بين الكشف والإنشاء: يستنبط الأحكام في تفاعل بين النص والواقع، وما يصل إليه ليس من قبيل الوحي، فالقول بالكشف يلغي الواقع وينكر الاختلاف، والإنشاء قد يغيب النص. والإسلام أوسع مما تتصور، ومما تصور ابن تيمية وسيد قطب. وختاما: الحِلم (بمعنى العلم والرزانة والتسامح) شرطٌ في الحَكَم الذي تضعه الأقدار في مثل المكان الذي يحتله الشيخ بن حمزة، بل هو الحد الأدنى، وليس له الخيارُ الثاني الذي هَدَّدَ به مخالفيه في توضيحه لما جري بينه ربين الأستاذة حكيمة الناجي (منشور في موقع التوحيد والإصلاح)، حيث قال إن فرس الجهل مُسرج لديه، وسيصول به على مخالفيه متى رأى ذلك من موقعه المذكور في بداية البيان: وهو ثمثيل "العلماء". ليس مقبولا منك أن تصول بالجهل لا باسم "العلماء"، ولا باسم الجهات التي أحلتك تلك المواقع. إن كان لا بد من صولة الجهل فاخرج إلى ميدانه وتحمل غباره ومقارعة فرسانه. وستعلم الحقيقة حين ينكشف الغبار. العاقل من اتعظ بغيره.