احتل الملك محمد السادس المرتبة الخامسة ضمن الشخصيات الإسلامية الخمسمائة الأكثر تأثيرا في العالم لسنة 2013 2014، وذلك وفق تنصيف أصدره أخيرا المركز الإسلامي الملكي للدراسات الإستراتيجية، والموجود مقره في المملكة الأردنية. وجاء العاهل المغربي خامسا بعد أن تبوأ الرتبة الأولى على رأس قائمة الشخصيات ال500، الدكتور أحمد محمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، ليتبعه العاهل السعودي الملك عبد الله ابن عبد العزيز آل سعود، ثم مرشد جمهورية، علي خامنئي، ثالثا، بينما جاء رابعا ملك الأردن، عبد الله الثاني بن الحسن. وتقدم الملك محمد السادس على العديد من الزعماء والشخصيات الإسلامية القوية بالعالم، حيث جاء الرئيس التركي، الطيب رجب أردوغان، في المركز السادس، وولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في الرتبة العاشرة، والمفتي السابق للديار المصرية، علي جمعة، في الرتبة 12، ومفتي السعودية في المركز 14... وعزا التقرير السنوي للمركز الملكي للدراسات الإستراتيجية الرتبة المتقدمة للعاهل المغربي ضمن 500 شخصية مسلمة في العالم إلى أسلوب حكمه العصري والمتطور في الحكم، دون التفريط في أصول وعادات العائلة العلوية المتجذرة في تاريخ المملكة منذ قرون خلت. وأثنى التقرير على نظام الحكم الملكي بالمغرب، كأحد الأسباب التي خولت للملك محمد السادس التواجد ضمن الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيرا في العالم كله، حيث اورد أن الملكية الدستورية بالبلاد متطورة وغير جامدة، وتتكيف مع المتغيرات والمستجدات السياسية والإقليمية. وأشار التقرير ذاته إلى كون الملكية الدستورية بالمغرب تجاوبت مع مطالب الشارع المغربي، واستطاعت أن تبعد عن البلاد شبح الثورات العربية، ما ضمن للمملكة استقرارا ملحوظا في منطقة عربية اتسمت بالاضطراب وعدم الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي. ولفت المصدر إلى أن المغرب شكل استثناء في المنطقة العربية التي شهدت موجة انتفاضات عارمة، مشيرة إلى خطاب الملك محمد السادس في 9 مارس 2011، وما تلاه من تصويت على الدستور بإجماع ساحق من الشعب المغربي، ليتخطى بذلك "رياح الربيع العربي". وتطرق التقرير إلى التأثير الذي يحظى به الملك محمد السادس خارج المملكة، خاصة في القارة الإفريقية التي نسج في دولها العديد من العلاقات المتينة، وشيد معها كثيرا من المصالح الإستراتيجية والاتفاقيات الثنائية، فضلا عن الروابط التاريخية والروحية التي تربط البلاد بملايين الصوفيين التيجانيين. وجدير بالذكر أن عامل التأثير الذي ارتكز عليه تصنيف المركز الإسلامي الملكي للدراسات الإستراتيجية يتمثل خاصة في منسوب الأعمال والأنشطة الخيرية التي تقوم بها الشخصية داخل وخارج البلاد، ومدى تأثير موقعها في الأفراد والجماعات، ومساهمتها في دعم العلم ونشر الثقافة بين المسلمين.