أبرز المصطفى بنعلي الأمين العام بالنيابة لحزب جبهة القوى الديمقراطية في ندوة بالعاصمة البلجيكية بروكسيل أن الدولة والمجتمع المغربيين مطالبان بمراجعة نظرتهما إلى مغاربة العالم. وقال إن السياق العالمي المتميزَ بأزمات مالية واقتصادية مستمرة، وبروز أقطاب سياسية واقتصادية جديدة مؤثرة، وتكاثر التهديدات الأمنية وتدفق اللاجئين وتنامي الصراعات المذهبية والإثنية، "يفرض علينا تغيير نظرتنا إلى مغاربة العالم، والتعامل معهم على أساس أنهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات". واستغرب بنعلي في ندوة نظمها حزبه نهاية الأسبوع الماضي، ببروكسيل في موضوع "أوراش المغرب الكبرى: أي مساهمة للمغاربة المقيمين بالخارج؟"، كيف "نستمر كمغاربة في انتظار تحويلات المهاجرين من العملة الصعبة في حين أن بإلإمكان استثمارَ أفكارهم في الدفع بالأوراش المفتوحة بالمغرب؟ داعيا إلى توفير الإرادة السياسية الضرورية لتسريع التمثيلية السياسية لهم. واعتبر بنعلي أن دور الجالية المغربية المقيمة بالخارج مهم وأساسي في جعل سنة 2015 سنة للحسم في قضية الوحدة الترابية، وقال إن كل الظروف مواتية لمحاصرة خصوم المغرب خلال السنة المقبلة وضمان النصر النهائي والدائم للمغرب في دفاعه ونهجه للبحث عن حل سياسي لقضية الصحراء. ودعا بنعلي فروع الأحزاب المغربية والجمعيات ببلجيكا إلى احتضان حوار مع الأحزاب والجمعيات المدنية الجزائرية، وقال إن الصراع المفتوحَ مع الجزائر "لا يعني أننا لا نفرق بين شعب جزائري شقيق أثقلته المشاكل، وبين نظام سياسي مريض همه الوحيد هو خلق المشاكل للمغرب". وأوضح بنعلي أن النظام الجزائري استشعر مؤخرا بأنه وحيد في حربه على المغرب ولذلك يناور من أجل إقحام الشعبين في هذه الحرب المفتوحة. وأكد بنعلي أن المغرب الذي يحترم الشرعية الدولية وينهج طُرق الحوار والسلم في علاقاته الدولية يجد نفسه أمام معضلة جديدة ترتبط بأزمة الشرعية التمثيلية للبوليساريو كقيادة سياسية تمت صناعتها أيام الحرب الباردة ونظام الحزب الوحيد، ولازالت جاثمة على السكان الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف رغم كل أشكال الرفض والاحتجاج التي عبروا عنها. وأكد أن البوليساريو وصْفة سياسية منتهية الصلاحية وأن المأزق الذي توجد فيه يعيق تقدم الحل السياسي. وفي علاقة بورش الديمقراطية أكد بنعلي أن حزبه يؤمن بالتلازم الضروري بين معركة الوحدة الترابية ومعارك البناء الديمقراطي وحقوق الإنسان، وقال إن ورش الديمقراطية مفتوح في المغرب وأن محوره الآن هو تطبيق دستور 2011 وتأويله تأويلا ديمقراطيا. وشدد بنعلي على أن تنظيم المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بالمغرب في نسخته الثانية اعترافٌ دولي بالجهود المغربية المبذولة في هذا المجال، وعلى أن المعركة الحقيقية من أجل حقوق الإنسان متواصلة، وهي معركة يقوم بها من يؤمنون بمبدأ الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. يذكر أن وجوها كثيرة معروفة في أوساط بلجيكا في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة ساهمت في هذه الندوة وعبرت عن استعدادها للمساهمة الإيجابية في أوراش المغرب الكبرى. وتدخل في الندوة كل من فؤاد أحيدار نائب رئيس برلمان بروكسيل وأحد الوجوه المعروفة في المشهد السياسي البلجيكي كما تدخلت في الندوة النائبة البرلمانية الفيدرالية المثيرة للجدل نادية اليوسفي، إضافة إلى الاقتصادي الكبير محمد مشبال وعدد من الناشطين المدنيين وفي مقدمتهم محمد الزعتراوي.