قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن من وصفهم بالتكفيريين تتراوح أعدادهم بين 200 ألف و500 ألف من مجموع المسلمين في العالم (من إجمالي 1،2 مليار مسلم)، ولا تزيد أعدادهم عن ذلك. جاء حديث الملك عبد الله في الجزء الثاني من مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تبث تفاصيلها غدا الأحد، وفق بيان للديوان الملكي الأردني. وحسب البيان، قال العاهل الأردني، إن "التكفيريين حالة شاذة، وعليه فإن تقسيم المسلمين إلى متطرفين ومعتدلين هو في الواقع أمر خاطئ تماما ويخدم هذه الجماعات". وأضاف أن "عصابة داعش الإرهابية تعتمد دائما في أسلوبها على تخويف الناس وبثّ الرعب في قلوبهم، وأن الترهيب والوحشية هو السلاح الرئيسي الذي تستخدمه هذه العصابة المجرمة، وهذه العصابة تحاول زورا وبهتانا خلق صلة مزيفة بينها وبين دولة الخلافة المرتبطة بتاريخنا الإسلامي، إلا أن خلافتهم المزعومة الكاذبة ليس لها علاقة بتاريخنا من قريب أو بعيد، والهدف من ذلك فقط هو خداع رجال ونساء ليعتقدوا خطأ أنهم يمثلون شكلا من أشكال الأمة الإسلامية". وقال الملك عبدلله إن الطريقة الوحشية "التي أعدم بها بطلنا الشجاع معاذ الكساسبة قد صدمت العالم الإسلامي، وتحديدا الأردنيين وشعوب المنطقة، التي تعلم يقينا أن الإسلام بريء من كل هذا". وأضاف: "قلت مرارا للقادة في العالمين العربي والإسلامي والعالم بشكل عام. هذه حرب عالمية ثالثة ولكن بوسائل أخرى، معركة تستمر لأجيال وتتطلب منا أن نخوضها معا. إنها ليست معركة غربية، بل هي معركة الإسلام، يشارك فيها الجميع جنبا إلى جنب ضد هؤلاء الخوارج". كما أكد العاهل الأردني أن عصابة "داعش" "قد جنت على نفسها بالاقتراب من العرين الأردني، إذ أن ما اقترفته بحق البطل الشهيد معاذ قد حفز الأردنيين على الالتفاف حول رايتهم والتمسك بوحدتهم والتصدي لأساليب هذه العصابة الدنيئة". وبخصوص شعوره عند استشهاد الكساسبة، قال الملك عبد الله الثاني "لم أشاهد الفيديو، والكثير منا رفض أن يشاهده باعتباره شكلا من الدعاية الزائفة"، مضيفا أنه اعتراه "الاشمئزاز مما حدث" وأنه شعر "بالغضب الشديد. فمعاذ، يرحمه الله، هو رفيق سلاح، وأعتقد أن كل جندي أردني عامل أو متقاعد قد غضب واشمأز من الوحشية التي واجهها معاذ". ومنذ غشت الماضي، يشن الأردن بالتعاون مع دول التحالف العربي- الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة غارات جوية مكثفة ضد "داعش" في كل من العراق وسوريا. وكثف الجيش الأردني من غاراته الجوية على معاقل "داعش" بعد إقدام التنظيم على حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة في الثالث من فبراير الجاري، والذي احتجزه التنظيم نحو 40 يوما بعد أن سقطت طائرته في مدينة الرقة السورية في 24 كانون ديسمبر 2014. وأعلن قائد سلاح الجو الأردني اللواء منصور الجبور في الثامن من فبراير الجاري أن تنظيم "داعش" خسر 20% من قدراته القتالية منذ بدء ضربات التحالف الدولي التي كبدته أيضاً خسائر في الأرواح تقدر بأكثر من 7 آلاف مقاتل، وذلك في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة عمان حينها، وأوضح خلالها أن سلاح الجو الملكي الأردني "شارك بتنفيذ 946 غارة من أصل 5 آلاف غارة جوية (بنسبة تقارب 20%) نفذتها قوات التحالف ضد التنظيم المتطرف".