قرر القاضي المكلف بالزواج بالمحكمة الابتدائية بمدينة أكادير رفض طلب زواج شاب مغربي يدعى، أمين خيري، يبلغ من العمر 26 عاما، بمواطنة من جنسية ألمانية، مستندا في حيثيات رفض الاقتران بين الطرفين إلى اعتقاداتهما وتصرفاتهما التي تؤكد انتماءهما لتيار ما يعرف "عبدة الشيطان". ووفق وثيقة منسوبة للمحكمة ذاتها، حصلت عليها هسبريس، فإن منطوق حكم القاضي المكلف بالزواج استفاض في ذكر الحيثيات التي دعته لرفض طلب قدمه الشاب المغربي، في 17 أبريل الماضي، يروم من خلاله الزواج بالمواطنية الألمانية التي تدعى "آنا ليزا فينيكلمان". واستند قرار رفض محكمة الأسرة بأكادير على كتاب لوكيل الملك بتاريخ 30 أبريل الماضي، والذي جاء فيه أنه تم إجراء البحث على الطرفين يوم 18 مارس الفائت، وآخر بتاريخ 28 أبريل، فتبين أن الطرف المغربي يعتبر من أتباع ما يصطلح عليه "عبدة الشيطان". وأردف الحكم القضائي المثير بأن "الشاب المغربي كان يتعاطى تجارة الملابس والمعدات التي لها علاقة بهذا التوجه، وانقطع عن ذلك منذ سنة 2008، كما أن الطرف الأجنبي في إشارة إلى المواطنة الألمانية يتبين من مظهرها أنها تنتمي إلى نفس التيار"، أي "عبدة الشيطان". ولفتت المحكمة ذاتها إلى أن "الشاب المغربي صرح أمامها بأنه مسلم، فيما صرحت الشابة الألمانية بأنها على الديانة المسيحية"، مشيرة إلى أنه سبق التصريح برفض طلب كلا الطرفين في ملف الزواج بتاريخ 27 مارس المنصرم، ملتمسا تطبيق القانون". وأورد المصدر ذاته أن "نائب الطرفين صرح بأن الخاطب المغربي تراجع عن عقيدته سنة 2008، مبرزا أن هذا التصريح تكذبه اعتقادات المعني بالأمر وتصرفاته، وكذا نوع التجارة التي يتعاطى إليها، كما أن الطرف الآخر الألمانية يظهر أنها تنتمي إلى نفس التيار". وشدد حكم القاضي المكلف بالزواج بالمحكمة الابتدائية بمدينة أكادير، ضمن ذات الوثيقة، على أن هذه المعتقدات المتعلقة بالانتساب إلى جماعة "عبدة الشيطان" تخالف النظام العام بالمغرب"، ما يفسر قرار رفض طلب الزواج بين الشاب المغربي وخطيبته ألمانية الجنسية. وكان الشاب خيري قد صرح لموقع "ميديا 24" الناطق بالفرنسية، بأنه رغب في الزواج من رفيقته الألمانية، فتوجه إلى السلطات المعنية للترخيص لهذا الزواج المختلط، الذي يجمع بين مغربي وأجنبية"، مضيفا أنه "كان ينتظر الرد عليه في غضون يوم أو يومين، فإذا بالانتظار طال إلى أكثر من أسبوعين". وأورد خيري بأنه تم سؤاله لهذا الغرض أسئلة وصفها بالشخصية والخاصة، تعلقت بحياته السابقة، باعتبار أنه كان ينتمي لجماعة "عبدة الشيطان"، مشددا على أنه مجرد موسيقي شاب له مظهر لمغنيي الروك و"البلاك ميتال"، مرجحا أن يكون هذا المعطى سببا دفع المحكمة لرفضها طلب الزواج من رفيقته الألمانية. وجدير بالذكر أن المغرب شهد ضجة منذ سنوات خلت، وتحديدا سنة 2003، عندما تمت محاكمة 14 شابا مغربيا، بتهمة الانتماء إلى جماعة تمارس طقوس عبادة الشيطان، وزعزعة عقيدة مسلم، وعرض منقولات منافية للأخلاق والآداب العامة"، وهو ما نفاه المتهمون الذين أكدوا أنهم حوكموا بسبب ملابسهم وموسيقاهم.