عاد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إلى الإشادة بما يصفه عادة بالاستثناء المغربي داخل منطقة عربية مضطربة أمنيا، ومن خلال إطلاقه لإصلاحات سياسية ودستورية تجاوبت مع مطالب الشارع، ليعيش المغرب بذلك مرحلة "الربيع العربي" بطريقته الخاصة. حديث بنكيران عن "الاستثناء المغربي" جاء، يوم الجمعة، في منطقة البحر الميت، البعيدة عن 55 كيلومتر عن العاصمة الأدرنية عمان، وذلك خلال جلسة مفتوحة حول موضوع "أجندة الإصلاح" في إطار أشغال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأكد بنكيران أن خصوصية المغرب تمثلت في الإدراك المبكر للحاجة إلى إصلاحات سياسية ودستورية، منها مجال المصالحة من خلال تشكيل هيئة الإنصاف المصالحة لمعالجة ماضي انتهاكات حقوق الإنسان، والمصالحة السياسية من خلال الحوار مع اليسار، والذي توج بتشكل حكومة التناوب. وأفاد رئيس الحكومة، خلال هذه الجلسة التي حضرها رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، وسفير المغرب في الأردن، لحسن عبد الخالق، أن الملك محمد السادس أبدى إرادة قوية في السير بسرعة أكبر بالإصلاحات، تجاوبا مع تطلعات الشعب المغربي". وتابع بنكيران أن العاهل المغربي ألقى خطابه التاريخي يوم 9 مارس 2011 معلنا عن تشكيل اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور الذي تم اعتماده خلال السنة ذاتها، قبل أن يفرز المسار الإصلاحي عن تنظيم انتخابات مبكرة في البلاد، توجت بفوز حزب العدالة والتنمية، ورئاستها للحكومة. ولفت بنكيران، خلال ذات الملتقى العالمي، إلى "المشاكل" التي واجهته عند تحمله مسؤولية رئاسة الحكومة، وأولها مشكل الميزانية، ليتم اتخاذ إجراءات، منها بالخصوص قرار تحرير أسعار المحروقات، والرفع من منح الطلبة، وتحسين أوضاع العمال، وأوضاع الأرامل. ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، على ضرورة الأخذ بأهمية اللحظة من أجل إحداث الإصلاحات العميقة اللازمة، مشيرا إلى القيام بتعديل أكثر من ثلث دستور الأردن نحو منح دور أكبر للبرلمان ودور أقل للسلطة التنفيذية، وتقوية السلطة القضائية. وكان رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب قد حلا، مساء أمس الخميس، بالأردن للمشاركة في أشغال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قبل أن يستقبلهما، العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، كما التقيا كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، كلاوس شواب. وفي تصريحات صحفية، قال بنكيران بعد لقائه بالعاهل الأردني، إن اللقاء كان مشحونا بالعواطف التي تعبر عن عمق العلاقات بين المغرب والأردن منذ زمن طويل، والتي تعززت في عهد الملك محمد السادس، والملك عبد الله الثاني"، مضيفا أن "الرؤية متقاربة والمستقبل مشترك بين البلدين".