قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن السبب الرئيسي لكل الأحداث الإجرامية التي تقع ضد الشعب الفلسطيني هو الاحتلال وإصراره على مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، لافتا إلى أن هناك "موقف فلسطيني مختلف إذا استمرت مثل هذه الأحداث الخطيرة". عباس، خلال استقباله اليوم وفدًا من حزب ميريتس الإسرائيلي اليساري المعارض، برئاسة رئيسته زهافا جلئون، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، أضاف: "أمر بشع جدًا أن يتم حرق طفل.. إن ما جرى هو جريمة ضد الإنسانية، وجريمة حرب". وتابع عباس: "لحد الآن لم ننس جريمة حرق محمد أبو خضير، لذلك فكيف يمكن أن نتعامل مع بعضنا في المستقبل.. أعرف مواقفكم ومواقف عامة الشعب الإسرائيلي، وسمعت الكثير من الإدانات واتهام مرتكبي ذلك العمل بالإرهاب، واعتبار هذه جريمة ضد الإنسانية، وسمعت من رئيس الوزراء نفس الكلام، ورئيس الدولة نفس الكلام، ولكن السؤال هو: ماذا بعد؟". وقال عباس: "إذا مرت هذه الجريمة كغيرها من الأعمال الإجرامية، وقيل عن منفذها أنه مجنون أو بوضع نفسي غير سوي، فذلك لن يبشّر بأي خير".. واستدرك الرئيس الفلسطيني: "كنت أتمنى أن توقف الحكومة الإسرائيلية مثل هذه الاعتداءات اليومية، فلا أحد يجرؤ على السير في الطرقات الآن". "عن أي سلام يتحدثون وأي أمن، وهذه الاعتداءات مستمرة.. السبب الرئيسي لهذه الجرائم هو الاحتلال وكذلك الاستيطان المستمر يوميًا، هل يمكن أن يفكر نتنياهو أنه من خلال الاستيطان وتجاهل السلام والمفاوضات سيحقق السلام والاستقرار؟" يورد أبو مازن قبل أن يردف: "نقول كفى بصراحة، فنحن لا نستطيع أن نصبر، ولكن خذوها كلمة مني: نحن لن نتبنى الإرهاب ولن نتبنى العنف، وستبقى سياستنا وأيدينا ممدودة للسلام، ولكن إذا استمر الوضع على حاله، سيكون لنا موقف مختلف". وقال الرئيس الفلسطيني مخاطبًا الوفد الإسرائيلي: "لا أستطيع مواجهة أهل الشهيد الذي قتل بالأمس والذي قتل قبل أمس، ولا عائلة الشهيد الذي قتل قبلَ قبلِ أمس، فماذا أقول لهم ومعظمهم الضحايا من الأطفال؟.. ماذا أقول للناس وإلى أين اذهب وإلى من أشتكي؟، عندما قررنا الذهاب إلى محكمة الجنايات أقام بنيامين نتنياهو الدنيا ولم يقعدها.. ونحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية أيضًا ونطالبهم باتخاذ إجراءات ضد كل هؤلاء المتطرفين الإرهابيين". وأكد الرئيس الفلسطيني أن "قيادات هؤلاء الإرهابين أصدرت تعليماتها لهم بعدم الاكتفاء بحرق البيوت والمساجد والكنائس، وإنما بممارسة وارتكاب القتل، فما ذنب عائلة تعيش بأمان في منزلها، ليأتي شخص ليقتلها ويحرقها، القرآن الكريم يتوجه للبشرية ولبني إسرائيل بعدم قتل النفس البشرية إلا بالحق، فعندما تقتل هذا الطفل البريء فكأنك قتلت الناس جميعا". وكان مستوطنون إسرائيليون، قد أحرقوا، فجر الجمعة الماضية، منزل عائلة دوابشة في قرية دوما، جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، فيما كانت الأسرة داخله، ما أسفر عن مقتل الرضيع "علي"، وإصابة شقيقه (4 سنوات)، ووالديه بحروق خطيرة.. ولقيت حادثة مقتل الرضيع دوابشة، استنكاراً وشجباً واسعاً، فلسطينياً وعربياً ودولياً، ووصفت الحادثة ب"الجريمة البشعة".