عرض لأبرز اهتمامات اليوم للصحف الأوروبيّة

أولت الصحف الاوروبية الرئيسية الصادرة اليوم الثلاثاء ، اهتمامها على الخصوص ، بقضايا تغير المناخ والتهديد الذي يشكله على الكرة الارضية على خلفية خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول مواجهة الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنبعثة من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم ، وبمسألة الهجرة ، وتدفق المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى انجلترا عبر كاليه (شمال فرنسا).
ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بمخطط الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد "التهديد الكبير " الذي يشكله تغير المناخ على كوكب الأرض.
وكتبت صحيفة " لافونير " أن خطة أوباما المنتظرة تؤكد الحاجة الملحة للعمل فورا والإعلان عن تقليص غير المسبوق لنشاط محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي يريد فيه الرئيس الأمريكي جعل مسألة البيئة أولوية، والتأكيد على خطورة تغير المناخ، لا يزال النقاش قويا بشكل خاص في الولايات المتحدة التي لا تزال تنتج أكثر من ثلث الكهرباء بواسطة محطات تشتغل بمادة الفحم.
أما صحيفة " لاليبر بيلجيك" فتتساءل إذا ما كان أوباما يتبع نهج آل غور، نائب الرئيس الديمقراطي السابق الذي استنكر ظاهرة الاحتباس الحراري في فيلمه الوثائقي الشهير "حقيقة مزعجة''.
وتضيف الصحيفة أن الرئيس أوباما عازم على أن يشكل القدوة أمام مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ الذي سيعقد في باريس في دجنبر المقبل بعد فشل مؤتمر كوبنهاغن سنة 2009.
وفي فرنسا، أولت صحيفة "لوموند" اهتمامها بمسألة الهجرة، لا سيما تدفق المهاجرين الذين يحاولون كل يوم الوصول إلى انجلترا عبر كاليه (شمال فرنسا)، مشيرة إلى أن باريس ولندن تحاولان معا مواجهة هذه الأزمة.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف ، ونظيرته البريطانية تيريزا ماي أصدرا مؤخرا بيانا مشتركا في محاولة لتهدئة الأمور في هذه القضية، وذلك بوضع التوترات الحالية حول النفق الذي يشهد يوميا اقتحام المئات من المهاجرين ، في سياقها العام.
وحذرت الصحيفة من أن هذه المحاولة لتهدئة الاوضاع قد تفشل بسبب التصريحات السياسية القوية في كلا البلدين مشيرة الى انه من الجانب البريطاني، طالبت عضوة في حزب العمال فرنسا بدفع تعويض مالي للمتضررين من احداث النفق، في حين من الجانب الفرنسي، هدد نائب بمطالبة السلطات السماح للمهاجرين بالعبور إلى المملكة المتحدة.
وحول نفس الموضوع ، أشارت صحيفة " لبيراسيون" الى "تقاعس" الدول الأوروبية أمام هذه الظاهرة التي تخلف مآسي إنسانية، مضيفة أن كل بلد يرجع اللوم الى الأخر ويدعو في نفس الوقت الى تعزيز التدابير الأمنية.
وأضافت الصحيفة أن هذا "التقاعس" خلف عدة قتلى في إشارة الى عشرات المهاجرين الذين لقوا حتفهم في موقع النفق بينما كانوا يحاولون عبور الحدود نحو المملكة المتحدة.
من جانبها، تطرقت صحيفة "لو فيغارو" الى الأزمة الاقتصادية اليونانية، مؤكدة أن بورصة أثينا عرفت انخفاضا بنسبة 16 في المائة يوم إعادة افتتاحها بعد أكثر من شهر من الإغلاق، في حين أن البنوك اليونانية انهارت هي الأخرى ب 30 في المائة.
وفي إسبانيا شكلت دعوة رئيس حكومة كاطالونيا أمس الاثنين إلى تنظيم انتخابات جهوية مبكرة يوم 27 شتنبر المقبل بهذه الجهة أبرز إهتمامات الصحف الصادرة اليوم.
وهكذا كتبت (إلموندو)، تحت عنوان "ماس يدعو الأمة يوم 27 شتنبر كملاذ أخير"، أن أرتور ماس حل أمس الاثنين برلمان الجهة ووقع أخيرا المرسوم الذي يدعو لعقد انتخابات جهوية بكاطالونيا قبل إلقاء كلمة بالكتالونية دامت عدة دقائق.
وبحسب هذه اليومية فإن رئيس حكومة كتالونيا وصف الوضع في هذه الجهة ب"الاستثنائي" لكون "أغلبية واضحة جدا وقوية تريد ممارسة الحق في اتخاذ القرار لكنها تمنع" من ممارسة هذا الحق والقيام بذلك.
من جهتها أوردت صحيفة (إلباييس)، تحت عنوان "ماس يترك الأغلبية اللازمة للاستقلال معلقة"، أن القومي الكاطالوني دعا لانتخابات "مبكرة دون تحديد شروط" لذلك، معتبرا أن كاطالونيا "لا تعيش وضعا طبيعيا".
وأضافت أن رئيس حكومة كاطالونيا قال "إننا في وضعية استثنائية تتطلب قرارات استثنائية"، مشيرة إلى أن ماس برر دعوته لانتخابات مبكرة يوم 27 شتنبر برفض الحكومة المركزية السماح بعقد استشارة "قانونية والموافقة" على استقلال هذه الجهة.
أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت أن أرتور ماس دعا إلى تنظيم انتخابات "مختلفة جدا" يوم 27 شتنبر المقبل، مشيرا إلى إن "وضعية استثنائية تستدعي حلولا استثنائية".
المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (لا راثون)، التي كتبت على صفحتها الأولى أن أرتور ماس وقع المرسوم الذي يدعو إلى عقد انتخابات جهوية غير طبيعية ستكلف ميزانية قدرها أزيد من 15 مليون أورو.
وأوردت في هذا السياق تصريحات نائبة رئيس الحكومة المركزية، ساينز دي سانتاماريا، التي حذرت من أن الحكومة ستسهر على تطبيق القانون خلال المسلسل الكاطالوني، مشيرة إلى أن الدعوة إلى هذه الانتخابات يشكل "فشلا" للرئيس ماس.
وفي ألمانيا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع كان أبرزها خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول مواجهة الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنبعثة من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم ، والتحقيق مع موقع إخباري ألماني واتهامه بالخيانة بعد نشر مقال عن خطط لزيادة المراقبة الحكومية على مواقع التواصل.
وبهذا الخصوص أبرزت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أن دعوات واسعة تم إطلاقها لاستقالة المدعي العام الاتحادي الذي شرع في إجراء هذا التحقيق مع الموقع الالكتروني مشيرة إلى أن التحقيق تم توقيفه مؤقتا بشكل مفاجئ من قبل المدعي العام (67 سنة ) المقبل على التقاعد ، والذي " فقد في نظر الجميع كل الثقة ".
وذكرت أن المدعي العام برر في تصريح له أن سلطات الإدعاء العام تتخلى مبدئيا عن الإجراءات التنفيذية الممكنة والمتعلقة بقانون الإجراءات الجنائية احتراما "للتراث الكبير الذي حققته حرية الصحافة في البلاد".
من جهتها ترى صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أنه كان على الحكومة الاتحادية في برلين أن توقف هذه القضية والتحقيقات ضد الموقع الالكتروني (نيتسبوليتيك) بتهمة الخيانة المزعومة مبرزة أن على المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية ) تقدم بشكوى جنائية حول ما اسماه "مقالات نشرت على الموقع ، قال إنها استندت إلى وثائق مسربة تضر بمصالح البلاد ".
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير العدل هايكو ماس، ومن قلب الحكومة، انتقد بشدة التحقيق مع الصحفيين مؤكدا أنه أبلغ المدعي العام بأن لديه "شكوكا كبيرة في أن يكون الصحفيان التابعان للموقع قصدا عمدا نشر تلك المعلومات للإضرار بالبلاد " .
وحول الخطة التي أطلقها أوباما ، كتبت صحيفة (لاندستسايتونغ) أن الخطة التي تحمل مفهوم "الطاقة النظيفة" تتضمن مقتضيات تفرض لأول مرة على محطات الكهرباء في البلاد تقليص انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 32 في المائة في أفق 2030 مقارنة بالنسبة المسجلة 2005.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما اتخذ هذا الموقف قبل التوقيع على الاتفاق حول المناخ في القمة الأممية المقرر عقدها في باريس.
بالنسبة لصحيفة (تورينغيان فايمار) فقد رجحت أن خطة أوباما سيكون لها تأثيرات هامة على الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة مشيرة إلى أن الجمهوريين بالخصوص سيكونون في وضع مريح ، لأنهم سيعولون على المزيد من التبرعات من الشركات القوية للنفط والفحم المستهدفة أكثر من الخطة.
واعتبرت صحيفة (لايبسيغر فولكستسايتونغ ) في تعليقها أن الرئيس ال44 للولايات المتحدة سجل العديد من النقاط مؤخرا بدأها بتعديل النظام الصحي، ثم التقارب التاريخي مع كوبا، والاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي والآن خطة حول المناخ.
وفي البرتغال، اهتمت الصحف بصفة خاصة بأزمة الهجرة التي تواجهها فرنسا وبريطانيا من خلال محاولات ألاف من المهاجرين العبور من فرنسا نحو المملكة المتحدة.
وكتبت صحيفة " إ" أن الحكومتين البريطانية والفرنسية حذرتا بلدان العالم ، من أزمة عالمية للهجرة ودعيا الدول الأوروبية والأفريقية إلى العمل سويا من أجل صد التدفقات الهائلة للمهاجرين الذين يصلون كل يوم الى حدودهما.
وذكرت الصحيفة بتواجد نحو 5000 مهاجر بمنطقة كاليه (شمال فرنسا) موزعين على عدد من المخيمات البئيسة ، في انتظار العبور الى المملكة المتحدة.
وأشارت الصحيفة الى تدخل مشترك ، لوزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي ونظيرها الفرنسي ، برنار كازنوف ، اللذين حذرا المهاجرين غير الشرعيين ليستعدوا لإنهاء رحلتهم بحثا عن حياة أفضل من شوارع بريطانيا، مضيفة أن السيدة ماي أعلنت عن خطط لخفض التعويضات الأسبوعية الممنوحة لآلاف العائلات الذين تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء.
وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها قضية المناخ التي تشغل بال العالم حاليا، إذ أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمواجهة التغير المناخي تهدف إلى تحسين البيئة وخلق النمو الاقتصادي.
ونقلت عن أوباما قوله إن الخطة تحث محطات توليد الطاقة، التي تعتبر المصدر الرئيسي للتلوث في البلاد، على الحد بنسبة 32 في المائة من انبعاثات الكربون بحلول عام 2030.
من جهتها، أشارت صحيفة (في غي) إلى تحليل لأحد المهتمين بالمجال البيئي بالنرويج الذي وصف هذه الخطة بالجيدة للغاية، معتبرا أنه للمرة الأولى يبدأ حقا التحرك في إطار سياسة للمناخ في الولايات المتحدة.
ونقلت عن هذا الخبير في المجال البيئي تأكيده أن العالم كان لفترة طويلة ينتظر مثل هذا الأمر، معتبرا أن العديد من الإجراءات الجديدة لأوباما تمنح صانعي القرار في العالم إشارة واضحة أنه يجري التحول الأخضر، وهو ما يدل على أن المستقبل يكمن في الاستثمار في تكنولوجيات صديقة للمناخ.
من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى تصريحات لمهتمين بالمجال البيئي يؤكدون فيها أن هذه الخطة تقدم إشارات إيجابية للغاية قبل قمة المناخ التي ستنعقد في دجنبر المقبل.
كما أكدوا أن ذلك يدل على أن الولايات المتحدة مستعدة للذهاب بعيدا، وأنه في الوقت ذاته ينبغي خفض انبعاثات الولايات المتحدة على الخصوص من محطات الفحم.