عادت أسهم الزعيم السياسي اليساري محمد بن سعيد آيت إيدر إلى الصعود بقوة بمناسبة توشيحه بوسام ملكي من درجة ضابط، خلال احتفالات الذكرى السادسة عشر لوصول الملك محمد السادس إلى سدة الحكم بالبلاد، خاصة أنه لم يخضع لبروتوكولات البلاط بتقبيل يد أو كتف الملك، ولا حتى ارتداء الجلباب المخزني. ورفض آيت إيدر، الذي رأى النور أول مرة في 1 يوليوز 1925 في قرية نائية تدعى تينمنصور باشتوكة آيت باها بجنوب المغرب، تقبيل يد الملك وهو يتقدم إليه للحصول على وسامه، حيث حياه بيده بكل احترام، لكن بدون "ركوع"، كما أنه أصر على ارتداء لباسه المعتاد الذي فضله على أن يحشر جسده في جلباب لم يعتد ارتداءه في هذه المناسبات. وإذا كان البعض قد رأى في قبول آيت إيدر، والذي يلقب بمعارض الملوك الثلاثة، دعوة القصر الملكي توشيحه بوسام تكريما له، تمهيدا لتدجين اليسار "الراديكالي" وإدخاله بيت "الطاعة المخزنية"، فإن المقاوم الكبير فطن لذلك وأعلنها مدوية بُعيد توشيحه بساعات، عندما أكد ثباته على مواقفه السياسية التي دعا إليها طيلة مساره السياسي والنضالي. ولم يزعزع التوشيح الملكي لآيت إيدر، مواقفه وقناعاته السياسية التي عُرف بها قيْد أنملة، فالرجل الذي عارض الدساتير السابقة باعتبار أنها "ممنوحة ولا شعبية"، وحكم عليه بالإعدام غيابيا بمعية ثلة من رفاقه، انبرى يطالب بإصلاح النظام السياسي القائم من خلال إقامة ملكية برلمانية، لكن دون أن ينسى "الصواب" بشكر الملك على التفاتته تلك، وهو ما يجعله يستحق الصعود معززا مكرما في نادي الطالعين هذا الأسبوع.