اهتمت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الأربعاء، بقضايا الراهنة التي تهم المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية في ظل استمرار الإعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، وأزمات المنطقة في سوريا والعراق واليمن وقضية المهاجرين غير الشرعيين المتدفقين على الدول الأوروبية وموضوع الإرهاب ،وجولة الرئيس المصري الاسيوية والأزمة الحكومية في لبنان في ظل استمرار المظاهرات المناوئة للحكومة. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها عن جولة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاسيوية وحلوله أمس في بكين وقالت إن زيارة السيسي للصين هي الثانية له لهذه القوة الاقتصادية الصاعدة التي احتلت المركز الثاني اقتصاديا على مستوي العالم بعد الولاياتالمتحدة. واعتبرت أن البلدين يتمتعان بأرضية سياسية ودبلوماسية مشتركة، وتجمعهما الحضارة العريقة والخلفية الثقافية المتقاربة، والرغبة المشتركة في التعاون في كل المجالات، وهما على طريق الحرير الذي أعادت الصين إحياءه من جديد، ومن هنا تأتي أهمية المحادثات التي ستجري بين الجانبين. وأكدت أن زيارة السيسي للصين سوف تحقق نقلة نوعية في العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، في ضوء المشروعات والاتفاقيات التي سوف يتم توقيعها والاتفاق عليها خلال الزيارة. أما صحيفة (الجمهورية) فخصصت افتتاحيتها للانتخابات النيابية المقبلة بعد أن فتح أمس باب إيداع الترشيحات لهذه الانتخابات التي قالت إنها تشكل دعامة رئيسية في بناء مؤسسات "دولة 30 يونيو الشعبية". وأعربت عن الأمل في أن يدرك المرشحون والناخبون مدى ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق طرفي العملية الانتخابية بالنسبة لمستقبل مصر مؤكدة أن الملايين من المواطنين الذين خرجوا في 25 يناير و30 يونيو من أجل التغيير للأفضل لن يقبلوا بعودة الوجوه القديمة مهما ارتدت أقنعة جديدة. أما صحيفة (الأخبار) فتساءلت في عمود لأحد كتابها عما أصاب سوريا وشعبها ولماذا انزلقت لهذا المنعطف الخطير من الانقسامات والاقتتال وظهور جماعات متطرفة تحت عباءة الدين تقتل الناس وتروعهم. واعتبر كاتب المقال إن سوريا عادت إلى الوراء عشرات السنين واصبحت مرتعا لجماعات الارهاب والقتل والترويع وعلى العرب ان يساندوا الشعب السوري ويوقفوا زحف هذه الجماعات الارهابية " فالتحالفات الدولية وراء الفتنة في سوريا ولن تسعى ابدا لاعادة الهدوء فيها". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، عن تعرض مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة مساء أمس الأول " لغزوة عسكرية" اسرائيلية جديدة قامت بها قوات النخبة المدعومة بالدبابات والمدرعات. وأبرزت الصحيفة أن هذا المخيم الذي كرر أمس الأول أسطورة الصمود وأفشل أهداف العدوان، يمثل نموذجا للقدرة على المقاومة، مؤكدة أن مخيم جنين وجه رسالة إلى كل الفصائل الفلسطينية بالتخلي عن ممارساتها التقسيمية ، والعودة إلى الحوار واسترجاع الوحدة الوطنية مشددة على أن أي تأخير أو مماطلة في استعادة الوحدة الوطنية يوفر للعدو فرصة تعزيز الانقسام والمضي في مخططاته التوسعية واعتداءاته. وارتباطا بالموضوع ذاته، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن الهجوم الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جنين يعد إشارة من الاحتلال إلى تمهيده لارتكاب مجزرة جديدة في جنين على أنقاض المجزرة التي ارتكبها سنة 2002. وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من كل التحذيرات العربية والدولية لوقف وتجميد كافة أعمال الاحتلال الإجرامية والاستيطانية، إلا أنه ما زال مستمرا في نهجه الخبيث الذي يسعى لاقتلاع الحق الفلسطيني، وتشريد مئات الآلاف من أرضهم ووطنهم وقتل المزيد من الأبرياء. وأكدت الافتتاحية على أنه إذا ظلø الصمت الدولي على ما هو عليه فلن تكون هناك فرصة مواتية لحل عادل للقضية العربية الجوهرية" فلسطين"، لا سيما وأن السلطات الإسرائيلية ما زالت مستمرة في غطرستها وعدم انصياعها للقانون الدولي .. أما صحيفة (البيان)، فتطرقت في افتتاحيتها إلى أزمة اللاجئين في أوروبا، موضحة أن الاتحاد الأوروبي أمام ضغوط هائلة في وجه أزمة هجرة غير مسبوقة إلى دوله. وأشارت إلى وجود عاملين اثنين يدفعان المهاجرين الفقراء للمجازفة بأرواحهم من أجل الوصول إلى أوروبا في رحلة مليئة بالأهوال ، هما النزاعات المسلحة وغياب سبل الحياة الكريمة في بلدانهم. واعتبرت أن هؤلاء هم فاقدو الأمل من وعود إحلال السلام والتنمية في العالم، مشيرة إلى أنه قد تكون مأساة اللاجئين السوريين هي الأشد وطأة، حيث يتوزعون على دول الجوار في ظروف أقل ما يقال عنها إنها "بائسة". وفي الأردن، قالت جريدة (الرأي)، في افتتاحيتها، إنه "لم يكن صدفة" الإنجاز الذي حققه الأردن عندما اعترفت ثلاث مؤسسات دولية مهمة (معهد فريزر، ومعهد كانوا، والمعهد التابع لمؤسسة فريدريش نومان الذي يحمل اسم معهد الليبراليين) بأنه الدولة الأولى عربيا في حقوق الإنسان، إلى جانب نيله مرتبة متقدمة على مستوى العالم (المرتبة 78). وبعد أن أشارت إلى جملة المعايير المعتمدة في التصنيف ومنها قوة القوانين والأمن وحرية تنظيم الحركات والحرية الفردية والاقتصادية وحرية الصحافة والتعبير، قالت إنه "يحق لنا في الأردن (...) أن نعبر عن فرحتنا بأننا قد تمكنا، رغم كل التحديات التي تمر بها المنطقة، أن نحافظ على حقوق الإنسان ونضمن الحريات العامة". وفي مقال بصحيفة (الغد) بعنوان "الحكومة تسجل هدفا"، أعرب الوزير الأسبق مروان المعشر عن خشيته من أن تتقدم الحكومة بقانون الانتخاب الجديد الذي يلغي نظام الصوت الوحد، بعد أن أقرته، لمجلس النواب "ثم نشهد تعديلات جذرية بتأثير من قوى خارج المجلس (...) تنتج في النهاية صيغا تبتعد شكليا فقط عن (الصوت الواحد) ولا تغادره فعليا". ووصف المعشر خطوة الحكومة بأنها "جريئة وإصلاحية بامتياز"، تستحق أن يقف وراءها المجتمع الأردني بأكمله "ضد قوى الشد العكسي التي لن تقف ساكتة"، مضيفا أن الأسابيع المقبلة "ستبدي ما إذا كانت السلطة التنفيذية، بمؤسساتها كافة، قد اتخذت حقا قرارا حاسما بدفن (الصوت الواحد) والتأسيس لمجلس نيابي قوي، أم أن الموضوع يقتصر على جهود مباركة للحكومة فقط. والمعركة مستمرة". وعن الموضوع ذاته، رأت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "حتى لا يبقى القانون الانتخابي وحيدا"، أن التخوفات "تأتي من فقدان الأب لهذا القانون"، مما يجعله فريسة لتأليب مناطق جغرافية ومكونات ديمغرافية لن تقبل أن تخسر مكتسباتها العددية. وأوضحت الصحيفة أن "ترك القانون وحيدا في فترة الشك الوطني، أي قبيل وصوله إلى مجلس النواب، ودون حاضنة حكومية، يثير القلق ويقضي على منسوب التفاؤل، والجواب عند الحكومة ووزارة التنمية السياسية، ونحن ننتظر". وبلبنان، اهتمت الصحف باحتلال عشرات من المتظاهرين من حملة "طلعت ريحتكم"، أمس، لمبنى وزارة البيئة طيلة اليوم مطالبين باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق على خلفية أزمة النفايات التي يعاني منها لبنان، إذ علقت صحيفة "الجمهورية" بالقول إن الحراك الشعبي بدأ "نمطا جديدا من التصعيد لتحقيق مطالبه". وأشارت الصحيفة الى أن هذا التصعيد طرح سؤالا كبيرا عن الجهة التي تخطط لمثل هذه الأعمال، مضيفة أن فريقي السلطة، 8 و14 آذار/مارس، "في مأزق اليوم بعد إهمال المطالب الشعبية والاجتماعية وتزايد الفساد، الأمر الذي يفيد بعض الأطراف الخارجية من هذه الأمور، لتبدأ الاستثمار في الأزمات لخلق فوضى، ومن ثم الذهاب الى تفاهمات سياسية بناء على الواقع الذي تنتجه الفوضى". من جانبها كتبت صحيفة "المستقبل" أن الحملة الشعبية "استطاعت" بخطوتها التصعيدية هذه أن تثبت قدرتها على اجتراح خطوات سلمية مبتكرة لإيصال صوتها وفرض أجندتها على شريط الأحداث "من خلال التكتيك المباغت الذي اعتمدته أمس واحتلت على أثره شاشات التلفزة التي تناوبت على تغطية الخبر مباشرة عبر الأثير في عرض تشويقي متواصل استمر من منتصف النهار حتى ما قبل انتصاف الليل بقليل. أما صحيفة "السفير" فأبرزت أن هذا الحراك باغت وزير البيئة محمد المشنوق، ومعه كل السلطة، باقتحام مقر الوزارة في وسط بيروت، للمطالبة باستقالة الوزير، مشيرة الى أن أهم ما كشف عنه تحرك الأمس هو ان "انتفاضة 22 و29 غشت )الحراك الشعبي بعد أزمة النفايات (ليست مجرد زوبعة في فنجان، أو"هواية ثورية يمارسها المتحمسون في نهاية الاسبوع، بل هي تعبير عن مسار مستمر ومتجدد، لن تنفع محاولات احتوائه او تشويهه، من دون أن ينفي ذلك ان هناك ملاحظات مشروعة على بعض آليات الحراك، يõفترض بالقيمين عليه ان يأخذوا بها، حرصا عليه ومنعا لحرفه عن وجهته الأصلية". وخلصت "النهار" الى أن " كرة ثلج الحراك الشعبي بدأت تكبر" لتتخذ منحى تصعيديا، معتبرة أن ذلك "ينذر بخطر يؤثر على الاستقرار العام في البلاد". وفي البحرين، أكدت صحيفة (الأيام) أن المجتمع البحريني الآمن والمستقر لا يعرف الحقد والكراهية، ولم يعرف العنف في الشوارع ورفع الصوت في الطرق العامة (...)، قائلة "نحن دعاة أمن وسلام ونرفض الإرهاب شكلا وموضوعا، فالإرهاب لا دين ولا وطن له، وهو لا يعيش في أوطان الرقي والتحضر الإنساني". وأبرزت الصحيفة أن الإرهاب بضاعة دخيلة مغشوشة ومرفوضة في مجتمع البحرين الحريص على الوطن والمواطن، مشيرة إلى أن "أصحاب العقول المريضة والنفوس السقيمة والأفكار المأفونة ليس مكانهم أرض هذه الجزيرة الوادعة التي أضافت للإنسانية والبشرية لحظات تنوير حضاري وإشراقة أمل ثقافي مستنير ". ومن جانبها، أوضحت صحيفة (البلاد) أن مواجهة الجيل الحالي من الحروب المعتمد على سلاح الطائفية وشق الصفوف، تقتضي أن يتشبث الناس بعضهم ببعض لكي يبطلوا هذا السلاح الخطير، مهما كانت الضغائن ومهما كانت أحداث الماضي، مشددة على ضرورة نبذ الطائفية والوقوف صفا واحدا في مواجهة هذه الحروب. وكتبت الصحيفة أن ما يدعو إلى التفاؤل في الحالة البحرينية، هو نجاح المملكة بتفوق حتى الآن في مواجهة هذه الحرب، موضحة أن أكبر دليل على ذلك هو أن "الطائفية، رغم ما يقدم لها من رعاية من قبل دول إقليمية منذ سنوات طويلة، لم تنجح حتى الآن في تحقيق الهدف منها، على العكس من غيرنا من الدول التي خلقت فيها الطائفية بشكل اصطناعي بسبب الأحداث التي مرت بها وجرتها نحو الاحتراب".