بَدا عدمُ الرضا عن الأجواء التي جرتْ فيها الانتخابات الجماعية والجهوية جليّا على وجوه قادة حزب الأصالة والمعاصرة ليْلة الإعلان عن النتائج الجُزئيّة، كمَا تجلّى عدمُ الرضا في تصريحاتهم، بسبب "الخروقات" التي قالوا إنّها طالتْ عملية الاقتراع. مصطفى بكوري، الأمين العامّ لحزب "الجرار" رَفَض الحديث عن توقّعاته بخصوص النتائج النهائيّة التي يتوقّع أن يُحقّقها حزبه، وقالَ في تصريح لهسبريس: "ما يهُمّنا الآن هوَ الخروقات التي شابت الانتخابات، ولا تهُمّنا النتائج". وأكّدَ بكوري على ما جاءَ في البيان الذي أصدره الحزبُ بعد حواليْ ثلاث ساعات من نهاية عملية الاقتراع، ودعا فيه إلى فتْح تحقيقٍ عاجل في خروقات قالَ إنّ العملية الانتخابيّة كانت مسرحا لها، ملحّاً على أنّ حزبه ينتظر فتْح تحقيق عاجل. "كنا ننتظر من هذه الانتخابات الشيء الكثير، وقدْ كان سيْر العملية الانتخابية فيها عاديا في الساعات الأولى من الصباح، لكن في الفترة المسائية بدأت تصلنا تقارير حول خروقات من عدة أنواع، مثل منع مصوتين من الولوج إلى المكتب وممارسة حقهم في التصويت"، يقول بكوري. وأضاف الأمين العامّ لحزب الأصالة والمعاصرة أنَّ السلطات ملزمة بفتح تحقيق، حتى تكون العملية الانتخابية مرحلة لتكريس المسار المؤسساتي والديمقراطي على الصعيد المحلّي، ويبْدو أنّ الحزب سينتظرُ النتائج النهائيّة ليُقرّر الإجراءات التي سيتّخذها، وقال بكوري: "بعد الإعلان عن النتائج النهائية سنُبدي رأينا وموقفنا، والتدابير التي سنتخذها". ودُونَ أن يكشف عن نوعية التدابير التي يعتزمُ حزبه اتخاذها، في حال عدم استجابة السلطات لمطلب الحزب بفتح تحقيق في ما وصفه في بيانه ب"الخروقات الخطيرة التي مست العملية الانتخابية"، قال بكوري: "إذا لم تتحرك السلطات سنتخذ موقفا سياسيا". بكوري، الذي تحدّث إلى هسبريس قبْلَ إعلان وزير الداخلية محمد حصاد عن النتائج الجزئية للانتخابات الجماعية والجهوية، التي بوّأت حزب الأصالة والمعاصرة الصدارة، قال: "دَبَا ما بقيناش كاندّاكرو على النتائج، ما يهمنا هو الخروقات، ما الفائدة أن تحصل على نتائج جيدة إذا لم تمرّ العملية في ظروف سليمة هذا هو الهاجس الطاغي الآن". وكانَ وزيرُ الداخلية محمد حصاد قد قالَ في ندوة تقديم النتائج الجزئية إنّ العملية الانتخابية مرّت في "أجواء شبه عادية، ووفق ضوابط تضمن الشفافية والمصداقية"، مشيرا إلى وقوع بعض الأحداث المعزولة، مثل اقتحام مكاتب التصويت، وأضاف حصاد: "لم يحدث ما يُمكن أن يؤثّر على سيْر العملية الانتخابية".