اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، على الخصوص، بالأزمة السورية، وما نتج وينتج عنها من كوارث إنسانية، وحادث مقتل جنود إماراتيين وبحرينيين مشاركين في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي في اليمن وما خلفه من ردود فعل عربية ودولية، والتطورات الأخيرة في لبنان، إضافة إلى مواضيع أخرى محلية وإقليمية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحية بعنوان "وصمة عار"، أنه منذ 5 سنوات والأزمة السورية مشتعلة وتزداد ضراوة، ويدفع ثمنها الشعب السوري وحده، بعد أن وصل عدد اللاجئين السوريين خارج بلدهم إلى نحو 4 ملايين لاجئ في دول الجوار، بخلاف أضعاف ذلك من النازحين داخل سورية، دون وجود أي بارقة أمل في إنهاء الأزمة خلال وقت قريب وعودة هؤلاء إلى منازلهم، لتستمر أكبر مأساة إنسانية في التاريخ الحديث. واعتبرت أن المجتمع الدولي "لم يفشل فقط في إنهاء الأزمة ولكن ترك أيضا بعض القوى الإقليمية والدولية تزيدها اشتعالا بتقديم السلاح والدعم لمختلف الأطراف، وكانت النتيجة انتهاز الجماعات التكفيرية والإرهابية الفرصة للاستيلاء على الأرض السورية واستخدامها منطلقا لعملياتها الإرهابية في المنطقة"، مؤكدة على ضرورة تحرك فاعل للدول والمنظمات العربية والإقليمية والدولية وتعاون جاد بهدف تسريع الوصول إلى حل سياسي للأزمة. وتوقفت جريدة (الجمهورية)، في مقال بعنوان "الإبحار شرقا"، عند الجولة الآسيوية التي يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، مشيرة إلى أن هذه الجولة أبرزت أهمية التوجه شرقا للاستفادة من تجارب هذه الدول في البناء والتنمية . وكتب صاحب المقال أن "جميع هذه الدول لديها دروس مستفادة يجب أن نأخذ منها ما يفيد التجربة المصرية بعد أن بدأ العالم يرسم خريطة جديدة لاقتصادات العالم الكبرى". واعتبرت صحيفة (اليوم السابع)، في افتتاحية بعنوان "الحلم النووي.. بدأت البشائر"، أن بشائر انطلاق خطوات الحلم النووي تقترب بعد أن توالي الأنباء عن تزايد استعدادات شركة روسية للبدء في المشروع المصري، مشيرة إلى أن امتلاك مصر لطاقة نووية سلمية ظل حلما يراود المصريين لعقود طويلة وباتوا اليوم على أعتاب تحقيقه في إطار انطلاقة تنموية هائلة تنتظرها مصر وتقترب الأجيال المقبلة من جني ثمارها. وفي الإمارات، استأثر باهتمام الصحف المحلية حادث مقتل 45 جنديا إماراتيا، من المشاركين في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي في اليمن أمس الجمعة. وكتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، "إن الحزن في قلوبنا، على الكوكبة الطاهرة التي استشهدت في اليمن، لكننا أيضا نشعر بالاعتزاز لأننا نحرر بلدا عربيا من يد المجرمين". وأضافت أن القوات الإماراتية "ستبقى مرفوعة الرأس دوما، نتعلم منها الشجاعة في وجه الخطوب، وستبقى درعا في وجه الظلاميين الإرهابيين، وأن الإمارات لم تقدم هذه التضحيات وحيدة، بل إن الشقيقة المملكة العربية السعودية، تقدم أيضا تضحيات كبيرة بالدم والمال". ومن جهتها، أكدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أنه رغم سقوط جنودها في اليمن، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة لن تتخلى "عن إسهامها القوي الواثق في تلبية الواجب ونصرة الحق، ولسوف تبقى وفية للعهد الذي قطعته على نفسها: أن تكون دولة المحبة والتسامح والسلام والتقدم في الإقليم والعالم، وأن تكون في عون الشقيق والصديق، نحو تحقيق حياة كريمة وعزيزة لإنسانها وللإنسان العربي، وللإنسان في كل مكان". وأكدت صحيفة (الاتحاد)، في مقال بهذا الخصوص، أن "ما حدث بالأمس لن يثني الإمارات وقوات التحالف العربي عن الاستمرار في أهدافها، بل سيزيدها إصرارا وثباتا على المضي في طريق إزاحة الظلم والضيم عن الشعب اليمني". وشددت على أن "أولئك الجنود الذين استشهدوا بالأمس، وإخوانهم الأبطال المرابطون في اليمن، يدركون أنهم لا يسعون لمجد زائل، ولا لانتصار باهت، وإنما يعملون من أجل قضية إنسانية عادلة، ومن أجل شعب عانى طويلا، وأصبح من حقه أن يعيش في أمن وأمان وخير". وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "(الانفجار السكاني) وأسئلة الهوية والاندماج"، للمعلومات التي جاءت على لسان رئيس الوزراء، عبد الله النسور، بشأن عدد سكان المملكة، مواطنين وضيوفا، (11 مليون نسمة)، فقالت إن هذه المعلومات تؤكد أن الأردن "يتغير جذريا، وهذا يطرح أسئلة جوهرية حول قضايا الهوية والاندماج". وأبرزت الصحيفة أن أغلب دراسات الهجرة تشير إلى أن نصف اللاجئين أو يزيد لا يعودون عادة إلى بلدانهم الأصلية، وأشارت إلى أن العراقيين في الأردن يعطون الدليل على صحة هذا الاستنتاج. وفي هذا الصدد، كتبت الصحيفة أنه و"إن طال المقام باللاجئين السوريين في الأردن، فلن يكونوا استثناء. ومن قبلهم أظهرت الهجرات الفلسطينية المتعاقبة الحقيقة ذاتها"، ومن ثم، فإن مثل هذه النتيجة "تملي" على صناع القرار التفكير استراتيجيا في أسئلة المستقبل. وتناولت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "الحكومة والاستثمار"، ما قاله رئيس الوزراء مؤخرا، في منتدى التواصل الاقتصادي الخليجي الأردني، من أن "دعم الأردن لا يكلف العرب شيئا، وأنه واجب على الأمة العربية"، فاعتبرت أن ذلك "يحمل في ثناياه خطابا قديما لم يعد مجديا اليوم (...)". وفي تقدير كاتب المقال، فإن الخطاب التقليدي في الاقتصاد "ليس مطلوبا اليوم، ومثله لغة العتاب"، والبديل يكمن في "التسويق الذكي للميزات النسبية التي يحملها الاقتصاد الأردني، بعيدا عن العواطف أو الغضب" ، معتبرا أنه "ليس منطقيا أن نبحث عن الحلول خارج الحدود، بينما لم تقم الحكومة، ومثلها القطاع الخاص، بدوريهما في البحث عن بدائل عملية وحلول اقتصادية لرسم خريطة استثمارات ضمن المستوى المحلي". أما جريدة (الرأي)، فكتبت، في مقال لها، أن "الإنسانية الجوفاء بدأت فجأة، وبدون مقدمات ولا ترتيبات، تتعرى"، لتطفو على السطح قضية اللاجئين الهاربين والمهربين إلى أوروبا، وما يتعرضون له "من إذلال بحقهم وحق" الإنسانية التي لطالما تغنت بها تلك الدول، مبرزة أن الأردن ما زال "يستقبل الأشقاء دون منة منه ولا اعتراض ولا أسلاك شائكة ولا سجن ولا غرامة، بل ويقدم لهم الغذاء والمسكن والرعاية بقدر استطاعته (...)". وفي البحرين، كتبت صحيفة (الأيام)، في افتتاحية بعنوان "إلى جنات الخلد"، خصصتها لحادث مقتل خمسة عسكريين بحرينيين مشاركين في قوات التحالف العربي في عملية "إعادة الأمل" دفاعا عن الشرعية في اليمن، ، أن "هؤلاء الأبطال سطروا أروع ملاحم الفداء والتضحية وقدموا أغلى ما يملكون أثناء تأدية واجبهم الوطني المقدس، وهم شباب البحرين المخلصون الذين يكتبون التاريخ الناصع لهذا الوطن بدمائهم الزكية والطاهرة والتي تضرب أروع الأمثلة على وحدة المصير والهدف المشترك لدول الخليج كافة". وقالت الصحيفة إن الدماء الطاهرة لشباب البحرين وجنودها البواسل لن تذهب هدرا، ذلك أنهم قدموا أنفسهم ودماءهم "من أجلنا ومن أجل الأهل والوطن، ومن أجل شعوب ودول الخليج كافة"، مبرزة أن هؤلاء الشهداء حملوا الراية عاليا، وبذلوا التضحيات الغالية من أجل أن "ننعم جميعا، نحن في الوطن وإخوتنا في كافة دول مجلس التعاون بالأمن والاستقرار، وأن نحيا حياة حرة كريمة". وفي مقال بعنوان "الموت في سبيل الأوطان"، أكد رئيس تحرير صحيفة (الوسط) أن "الموت في سبيل الأوطان شرف لا يضاهيه شرف، والوطن ينعي المدافعين عن حياضه، ومن يرحل إلى ربه أثناء شرف الخدمة، فنحتسبه شهيدا للواجب". ومن ناحيتها، أعربت صحيفة (الوطن)، في مقال بعنوان "شهداء الحق والعروبة"، عن الأمل في أن يتم تكريم ذكرى الشهداء الأبطال والاهتمام بعوائلهم وإحياء ملحمة بطولاتهم واستشهادهم، قائلة إن "هؤلاء فخر لنا، رمز للرجولة والشجاعة والتضحية، مثال على شهامة العرب والدفاع عن الحق، هم سيظلون أحياء في قلوبنا وذكرانا بتضحياتهم وبذلهم الروح لأجل قضيتنا العادلة". وأبرزت (الوطن)أن رجال الخليج العربي لن يثنيهم حجم الخسائر في الصفوف وسقوط الشهداء عن إعلاء كلمة الحق وإزهاق الباطل، موضحة أن الحرب ومعارك الحق "تقوم على الرجال المخلصين، على من يرخصون أرواحهم لأجل أوطانهم، لا على (مرتزقة) يحرقون بلادهم لأجل تحقيق غايات وأطماع الأجنبي". وفي مقال بعنوان "شهداؤنا الأبطال وجنودنا البواسل"، كتبت (أخبار الخليج) أن هذا الحدث الأليم والمصاب الجلل، "بقدر ما يشعرنا بالحزن والأسى على فراق أبنائنا الشهداء الكرام، فإنه يؤكد أن مملكة البحرين، بقيادتها الرشيدة وجنودها البواسل مستعدة دائما للتضحية والفداء دفاعا عن الوطن ودول مجلس التعاون الخليجي، فكلنا بلد واحد وشعب واحد، ومصيرنا وهدفنا ومستقبلنا مشترك". وفي لبنان، اهتمت الصحف بالمظاهرة التي قام بها أنصار الزعيم المسيحي، ميشال عون، أمس وسط بيروت للمطالبة بإصلاحات، إذ علقت (الجمهورية) بالقول إن الكلمة في لبنان أصبحت ل"لشارع"، حيث انتقلت "روزنامة" المواعيد والمحطات "من الحيز السياسي إلى التظاهرات التي تتوزع بدورها بين "الثابت منها والمعلن، وبين المفاجئ على غرار ما حصل في وزارة البيئة" الثلاثاء الماضي (حين احتل متظاهرون الوزارة لأزيد من ثماني ساعات). وأشارت الصحيفة إلى أنه "لا مؤشرات على انكفاء هذا الحراك" الشعبي وتراجعه، "بل تتقاطع كل المعلومات حول تطوره واستفحاله، خصوصا أن العناوين التي يرفعها تتجاوز المطلبي إلى السياسي". ومن جانبها، كتبت (النهار) أن تظاهرة 4 شتنبر جاءت "استجابة كبيرة لنداء الزعيم المؤسس لÜ"التيار الوطني الحر"، العماد ميشال عون، من أجل جعل هذه التظاهرة نقطة مفصلية في اثبات قوته الشعبية داخل تياره على رغم الهزات الحادة التي تعرض لها إن في تولي الوزير جبران باسيل رئاسة التيار (28 غشت الماضي)، وإن في ضمور حجم التظاهرتين السابقتين". أما (السفير) فقالت إن العماد ميشال عون "نجح" في "اختبار تجديد الشباب في الشارع"، وأثبت أنه "ظاهرة سياسية Ü شعبية قادرة على تجديد خلاياها"، برغم مرور أكثر من ربع قرن على ولادتها، مستفيدا من قدرته على شد عصب شارعه عاطفيا وسياسيا من جهة، ومن وجود "أسباب موجبة"، لبنانيا ومسيحيا، لم يعد بمقدور أحد تجاهلها من جهة ثانية.