عرفت عدد من المدارس والثانويات الفرنسية خلال الأسابيع الأخيرة إطلاق صفارات إنذار، وتحذيرات من وجود قنابل قابلة للتفجر، ما خلق حالة من الذعر في أوساط التلاميذ والأساتذة، استدعت إخلاء هذه المؤسسات التعليمية، خوفا من وقوع ضحايا جراء انفجار تلك "القنابل المفترضة". آخر صفارات الإنذار التي تم إطلاقها كانت صباح اليوم الاثنين بباريس، كثالث حادث من نوعه منذ بداية فبراير الجاري، بعدما استقبلت ثانويات فرنسية وبريطانية تحذيرات من مجهولين عبر الهاتف، على غرار ثانويتي "هنري الخامس"، و"لويس الكبير"، بالإضافة إلى المعهد الفرنسي في روما، الذي تلقى تحذيرات نهاية يناير الماضي، في سياق تهديدات إرهابية بلغت أقصى درجاتها بعد هجمات باريس في الثالث عشر من نونبر الماضي، في الوقت الذي تلقت مؤسسات تعليمية أخرى رسائل تهديدية، وخلال كل مرة تتدخل عناصر الأمن بدون أن تعثر على أي مواد متفجرة. السيناريو نفسه عرفته ست مؤسسات تعليمية في بريطانيا بولاية بيرمينغهام وسط البلاد، في فاتح فبراير، إذ تلقت تحذيرات بوجود متفجرات. حادثة اليوم في منطقة بلفور الفرنسية تسببت في إخراج 2000 شخص من معهد يحمل اسم "مونترو شاطو"، بعد تلقي تحذيرات بوجود قنابل متفجرة، ما تسبب في حالة من الذعر في أوساط التلاميذ، وتدخل الأمن الذي اكتشف في ما بعد أن الأمر مجرد بلاغ كاذب. هذه الوضعية استعدت إجراء تحقيقات من أجل التعرف على من يقف وراء هذه التحذيرات، ليتمكن الأمن الفرنسي من الوصول إلى عنوان حاسوب شخصي لشاب فرنسي، استنادا إلى ما نشره موقع "LCI" الفرنسي، الذي أكد أن الشاب المذكور تلاحقه تهم تتعلق بحادث إطلاق صفارات الإنذار، كما تم اعتقال أبيه أيضا، وحجز حاسوبين لديهما، بالإضافة إلى معدات إلكترونية أخرى. ولم يحدد دور الشاب الذي تم اعتقاله في هذه العملية، ويبلغ من العمر 18 سنة؛ وارتكزت التحقيقات معه حول المكالمات الهاتفة المجهولة التي كانت تهدد مؤسسات تعليمية خلال شهر يناير الماضي، وذلك حسب ما أسرت به مصادر في الأمن للموقع الفرنسي "iTELE". وكانت التحقيقات التي يقوم بها المكتب المركزي لمحاربة الجريمة الإلكترونية قادت إلى عنوان حاسوب الشاب المعتقل، كما تم حجز كمية من القنب الهندي، إلى جانب معدات إلكترونية، لدى الشاب المتهم ووالده.
